نظرة في كتاب البداية والنهاية - الشيخ الأميني - الصفحة ٨٦
مفادها، وإذا ذهبت هذه ضحية هوى ابن كثير فأي كتاب يحق أن يكون مرجعا لرواد العلم، ومؤملا يقصده الباحث؟!.
نعم: هذه الكتب هي المصدر والموئل لا غيرها، وابن كثير نفسه لا يرد إلا إليها، ولا يصدر إلا منها، في كل مورد إلا في باب فضائل أمير المؤمنين فعندها تغلي مراجل حقده فيأمها بلسان بذئ وقلم جرئ.
ونحن قد أوقفناك على مصادر نزول هذه الآيات الكريمة في كتابنا هذا 2 / 52 - 55 و 3 / 106 - 111 و 156 - 163، وسنوقفك على حق القول في قوله تعالى:
(إنما أنت منذر ولكل قوم هاد)، فإلى الملتقى (1).

(١) وإليك تلخيص وتهذيب ما مر ويأتي:
قوله تعالى (أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون) السجدة: ١٨.
أخرج الطبري في تفسيره ٢١ / ٦٨ بإسناده عن عطاء بن يسار: إنها نزلت في علي (رض) والوليد بن عقبة بن أبي معيط فيما شجر بينهما.
انظر: الرياض النضرة ٢ / ٢٠٦، ذخائر العقبى: ٨٨، مناقب الخوارزمي: ٨٨، كفاية الطالب: ٥٥، تفسير القرآن العظيم لابن كثير ١٣ / ٤٦، الدر المنثور للسيوطي ٤ / ١٧٨، وقال: أخرج أبو الفرج في الأغاني، والواحدي وابن عدي، وابن مردويه، والخطيب، وابن عساكر من طرق عن ابن عباس، شرح نهج البلاغة ١ / ٣٩٤، ٢ / ١٠٣ وحكى عن شيخه: إنه من المعلوم الذي لا ريب فيه لاشتهار الخبر به وإطباق الناس عليه. المؤلف (رحمه الله) قوله تعالى: (ومن الناس من يشري نفسه) البقرة: ٢٠٧.
روى الثعلبي في تفسيره عن المحدث النيسابوري: إنها نزلت في علي ليلة المبيت على الفراش.. (ونقل الحادثة بأكملها)، ونقلها عنه الغزالي في إحياء العلوم ٣ / ٢٣٨.
ورواه ابن الصباغ المالكي في الفصول المهمة: ٣٣، وابن الجوزي في التذكرة:
٢١، تاريخ الطبري ٢ / ١٠١، تاريخ بغداد ١٣ / ١٩١، الكامل في التاريخ ٢ / ٤٢، تاريخ اليعقوبي ٢ / ٣٩، الطبقات الكبرى لابن سعد ١ / ٢٢٨، سيرة ابن هشام ٢ / ٢٩١، العقد الفريد ٣ / ٢٩٠، تاريخ أبي الفدا ١ / ١٢٦، مناقب الخوارزمي:
٧٥، الإمتاع: ٣٩، السيرة الحلبية ٢ / ٢٩. المؤلف (رحمه الله) ورواه أحمد بن حنبل في الفضائل: ٢١٢ ح ٢٩١، وفي المسند ١ / ٣٣١ عن يحيى بن حماد عن أبي عوانة عن أبي بكر بن محمد عن عمرو بن ميمون. والحافظ الطبراني في المعجم الكبير في مسند ابن عباس عن إبراهيم بن هاشم عن كثير بن يحيى...
وأخرجه النسائي في الخصائص ص ٤٩ عن محمد بن المثنى عن أبي عوانة بالإسناد المتقدم عن أحمد.
وأخرجه الحاكم في المستدرك على الصحيحين ٣ / ١٣٢ من طريق القطيعي عن أحمد وقال: وهذا حديث صحيح الإسناد، وأورده الذهبي في التلخيص وحكم بصحة إسناده..
وانظر أيضا ينابيع المودة للقندوزي ١ / ٩٠. كفاية الطالب للكنجي:
٢٣٩، ٢٤٣، ٢٤٤.
قوله تعالى: (هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين) الأنفال: ٦٢.
أخرجه ابن عساكر في تاريخه عن أبي هريرة: إنها نزلت في علي وحده. ورواه بإسناده الكنجي الشافعي في الكفاية: ٢٣٤، والسيوطي في الدر المنثور ٣ / ١٩٩، والقندوزي في ينابيع المودة: ١ / ٩٣ بالإسناد المتقدم. المؤلف (رحمه الله) انظر ترجمة الإمام علي من تاريخ دمشق ٢ / ٤١٩.
قوله تعالى: (يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين) الأنفال ٦٤.
أخرج الحافظ أبو نعيم في فضائل الصحابة بإسناده: إنها نزلت في علي وهو المعني بقوله (المؤمنين). المؤلف (رحمه الله) قوله تعالى: (من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا) الأحزاب: ٢٣.
أخرج الخطيب الخوارزمي في المناقب: ١٨٨، والكنجي في الكفاية: ١٢٢ نقلا عن الطبري وغيره من المفسرين، قال: نزل قوله (فمنهم من قضى نحبه) في حمزة وأصحابه كانوا عاهدوا أن لا يولوا الأدبار فجاهدوا مقبلين حتى قتلوا (ومنهم من ينتظر) علي بن أبي طالب مضى على الجهاد ولم يبدل ولم يغير وأخرجه أيضا ابن حجر في الصواعق المحرقة: ٨٠. المؤلف (رحمه الله) قوله تعالى: (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون) المائدة: ٥٥.
أخرج أبو إسحاق الثعلبي في تفسيره بإسناده عن أبي ذر الغفاري ثم ذكر قصة نزول الآية في علي (عليه السلام) وأخرج هذه الإثارة ونزول الآية فيها جمع كثير من أئمة التفسير والحديث: منهم الطبري في تفسيره ٦ / ١٦٥ من طريق ابن عباس، وعتبة بن أبي حكيم، ومجاهد، والواحدي في أسباب النزول: ١٤٨، والخازن في تفسيره ١ / ٤٩٦، وأبو البركات في تفسيره ١ / ٤٩٦، وابن الصباغ في الفصول المهمة: ١٢٣، وابن طلحة في مطالب السؤول: ٣١٠، وابن الجوزي في التذكرة : ٩، والكنجي في الكفاية: ١٠٦، والخوارزمي في المناقب: ١٧٨، والحموي في الفرائد ب ١٤، ب ٣٩، ب ٤٠، والقاضي الإيجي في المواقف ٣ / ٢٧٦، والطبري في الرياض ٢ / ٢٢٧، وابن كثير في البداية ٧ / ٣٥٧. المؤلف (رحمه الله) ونزول الآية في علي (عليه السلام) روها عطاء عن ابن عباس، وهو المروي عن أبي ذر، وأنس بن مالك، وعمار، وجابر، وسلمة بن كهل، وأبي رافع، وعمرو بن العاص، وعلي، والحسين، والباقر، والصادق، وبقية أئمة أهل البيت.
واتفق على نقلها أئمة التفسير والحديث كمجاهد، والسدي، والنسائي، والطبري، والطبراني، وأوردها الفقهاء في الفعل الكثير في الصلاة واستدلوا بالآية وحديثها هذا على أن الفعل القليل لا يبطل الصلاة، وأن صدقة التطوع تسمى زكاة، وعدوها من آيات الأحكام كما فعل الجصاص في أحكامه، وذلك ينم عن اتفاقهم على صحة الحديث.
قوله تعالى: (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمان ودا) مريم:
٩٦.
أخرج الثعلبي في تفسيره بإسناده عن البراء بن عازب. إنها نزلت في علي (رض) ورواه ابن الجوزي في التذكرة: ١٠، مجمع الزوائد ٩ / ١٢٥، مناقب الخوارزمي:
١٨٨، كفاية الطالب: ١٢١، الرياض النضرة ٢ / ٢٠٧، فرائد السمطين ب ١٤، الدر المنثور ٤ / ٢٨٧. المؤلف (رحمه الله) قوله تعالى: (أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات) الجاثية: ٢١.
قال السبط ابن الجوزي في تذكرة الخواص: ١١: قال السدي عن ابن عباس:
نزلت هذه الآية في علي (رض) يوم بدر.
ويقرب من ذلك في كفاية الكنجي: ١٢٠ المؤلف (رحمه الله) انظر مناقب الخوارزمي: ٢٧٥ ح ٢٥٧ شواهد التنزيل ٢ / ١٦٨.
قوله تعالى: (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية)، البينة: ٧.
أخرج الطبري في تفسيره ٣٠ / ١٧١ بإسناده عن أبي الجارود عن محمد بن علي أولئك هم خير البرية قال: قال النبي (ص) أنت يا علي وشيعتك.
وروى الخوارزمي في مناقبه: ٢٦٦ عن جابر... وكان أصحاب النبي (ص) إذا أقبل علي قالوا: قد جاء خير البرية.
وقال السيوطي في الدر المنثور ٦ / ٣٧٩: أخرج ابن عساكر، عن جابر بن عبد الله قال:... فكان أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم).. المؤلف (رحمه الله) وانظر أيضا: الفصول المهمة: ١٢٣ شواهد التنزيل للحسكاني ٢ / ٣٥٦. كفاية الطالب: ٢٤٥، تاريخ بغداد ٣ / ١٩٢، تهذيب التهذيب ٩ / ٤١٩.
قوله تعالى: (والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات) سورة العصر.
قال جلال الدين السيوطي في الدر المنثور ٦ / ٣٩٢: أخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله تعالى: (والعصر إن الإنسان لفي خسر): يعني أبا جهل وابن هشام.
(إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات) ذكر عليا وسلمان. المؤلف (رحمه الله) قوله تعالى: (ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا...) الإنسان: ٨ .
روى أبو جعفر الإسكافي (متوفي ٢٤٠) في رسالته رادا على الجاحظ... وهو الذي أطعم الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا، ونزلت فيه وفي زوجه، وابنيه سورة كاملة من القرآن. ورواها أيضا الترمذي في نوادر الأصول: ٦٤، والطبري في سبب نزول هل أتى كما في الكفاية: ٢٠١، وابن عبد ربه في العقد الفريد ٣ / ٤٢ - ٤٧، والحاكم النيسابوري في مناقب فاطمة (عليها السلام)، وابن مردويه في تفسيره كما حكى عنه، وقال الآلوسي في روح المعاني بعد نقله عنه: والخبر مشهور، وأبو إسحاق الثعلبي في الكشف والبيان، والواحدي النيسابوري في تفسيره البسيط، وأسباب النزول: ٣٣١، والحميدي في فوائده، والزمخشري في الكشاف ٢ / ٥١١، والخوارزمي في المناقب: ١٨٠، والرازي في تفسيره ٨ / ٢٧٦، وابن طلحة في مطالب السؤول: ٣١، والبيضاوي في تفسيره ٢ / ٥٧١، والطبري في الرياض النضرة ٢ / ٢٠٧، ٢٢٧، وأبو حمزة الأزدي في بهجة النفوس ٤ / ٢٢٥، والنسفي في تفسيره كما في هامش الخازن ٤ / ٤٥٨، والإيجي في المواقف ٣ / ٢٧٨، وابن حجر في الإصابة ٤ / ٣٨٧، والسيوطي في الدر المنثور ٦ / ٢٩٩، وأبو السعود في تفسيره كما في هامش تفسير الرازي ٨ / ٣١٨، والبروسي في روح البيان ١٠ / ٢٦٨، والشوكاني في فتح القدير ٥ / ٣٣٨، ومحمد سليمان محفوظ في أعجب ما رأيت ١ / ١٠، والشبلنجي في نور الأبصار: ١٢ - ١٤، ومحمود القراغولي في جوهرة الكلام: ٥٦. المؤلف (رحمه الله) والاتفاق واقع بين المفسرين إن سورة (هل أتى) نزلت في القصة المعروفة التي مرض فيها الحسن والحسين. فنذر الإمام علي إن برئ حبيباي لأصومن ثلاثة أيام.
وخلال الثلاث أيام وقبل الإفطار كان يطرق الباب المسكين واليتيم والأسير.
وكانوا يعطونه إفطارهم ويكتفون بالقراح.. انظر شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني ٢ / ٢٩٨ فقد أخرج الحديث بطرقه الكثيرة.
قوله تعالى: (إنما أنت منذر ولكل قوم هاد) الرعد: ٧.
لم أجد تخريجة للآية في القسم المطبوع من الغدير.
قال الطبري في تفسيره ١٣ / ٧٢: حدثنا أحمد بن يحيى الصوفي عن الحسن بن الحسين الأنصاري عن معاذ بن مسلم عن الهروي. عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: لما نزلت (إنما أنت منذر ولكل قوم هاد) وضع (ص) يده على صدره فقال أنا المنذر ولكل قوم هاد وأومأ بيده إلى منكب علي فقال أنت الهادي يا علي بك يهتدي المهتدون بعدي، وانظر شواهد التنزيل ١ / ٢٩٣، فرائد السمطين ب ٢٨، وللوقوف على مزيد تفصيل في ذلك يراجع المصنفات في أسباب نزول الآيات وعلى الخصوص الآيات النازلة بحق أهل البيت ومنها ما وضعه المؤلف (ره) في ذلك وأسماه العترة الطاهرة في الكتاب العزيز، وانظر أيضا شواهد التنزيل للحسكاني.
(٨٦)
مفاتيح البحث: الكرم، الكرامة (1)، صحابة (أصحاب) رسول الله (ص) (2)، الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام (2)، السيدة فاطمة الزهراء سلام الله عليها (1)، الرسول الأكرم محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله (1)، كتاب المستدرك على الصحيحين للحاكم النيسابوري (1)، كتاب الفصول المهمة لإبن صباغ المالكي (2)، كتاب شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني الحنفي (5)، أبوذر الغفاري (1)، كتاب تذكرة خواص الأمة للسبط إبن الجوزي (1)، كتاب نور الأبصار للشبلنجي (1)، كتاب تاريخ بغداد للخطيب البغدادي (2)، عبد الله بن عباس (6)، الشيخ سلمان البلخي القندوزي (2)، كتاب مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (1)، الحافظ أبو نعيم (1)، كتاب الكامل في التاريخ لابن الأثير (1)، كتاب شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد (1)، كتاب تفسير القرآن لعبد الرزاق الصنعاني (1)، أبو هريرة العجلي (1)، جلال الدين السيوطي الشافعي (5)، كتاب تفسير الرازي للرازي (1)، كتاب ينابيع المودة (2)، كتاب فرائد السمطين (2)، كتاب ذخائر العقبى (1)، كتاب الصواعق المحرقة (1)، كتاب الطبقات الكبرى لإبن سعد (1)، الحاكم النيسابوري (1)، الطبراني (2)، الزمخشري (1)، إبن عساكر (3)، علي بن أبي طالب (1)، عطاء بن السائب (1)، السبط إبن الجوزي (1)، الوليد بن عقبة (1)، كتاب تاريخ الطبري (1)، أحمد بن يحيى (1)، البراء بن عازب (1)، يحيى بن حماد (1)، عطاء بن يسار (1)، عمرو بن ميمون (1)، محمد بن المثنى (1)، أنس بن مالك (1)، أحمد بن حنبل (1)، معاذ بن مسلم (1)، سورة العصر (1)، محمد بن علي (1)، بكر بن محمد (1)، الخوارزمي (8)، القرآن الكريم (1)، الثعلبي (4)، دمشق (1)، الفرج (1)، الطعام (2)، العزّة (1)، السجود (1)، الجهل (1)، الخسران (2)، الباطل، الإبطال (1)، الصّلاة (3)، التصدّق (1)، الإفطار (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 81 82 83 84 85 86 92 93 94 95 96 ... » »»