الإمام الثاني عشر عليه السلام - السيد محمد سعيد الموسوي - ج ١ - الصفحة ٨٦
الثالثة: لما ثبت غيبة القائم الحجة المنتظر (ع) فلا بد وأن تكون لسبب من الأسباب (*) فالسبب في غيبته (ع) هو الخوف من الأعداء وإيذائهم، والخشية من الشر والقتل، وهذا واقع للأنبياء أيضا، فقد غاب نبينا محمد (ص) من خوف الأعداء في الغار واستتر كما استتر موسى (ع) قبله خوفا من أعدائه فقال: (ففررت منكم لما خفتكم... الآية) (1)، واستتر إدريس عشرين سنة عن قومه، ولا فرق في طول مدة الاستتار وقصرها - كما أشرنا إليه سابقا - لأن الكلام في أنه هل يصح أن يكون خوف الأعداء علة للغيبة أم لا؟ والصحة قد ثبتت، فإذا جاز ذلك جاز في جميع المواقع.
أضف إلى ذلك، أن الله تبارك وتعالى قد جعل لظهوره علامات وآيات، وبعضها إلى الآن لم يقع، فهو (ع) قبل وقوع هذه الآيات ممنوع عن الخروج مثلما كان جده النبي (ص)، فإنه مع كونه مبعوثا بالرسالة لم يظهر علنا إلى مدة ثلاث سنوات بل كان يدعو الناس مختفيا كما في (إنسان العيون) المعروف ب‍ (السيرة الحلبية) 1 / 456 - 457

* أنظر (تنزيه الأنبياء والأئمة للسيد المرتضى ص 228) و (إعلام الورى للشيخ الطبرسي ص 466 فما بعدها) وغيرهما من كتب هذا الشأن.
(1) سورة الشعراء.
(٨٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 » »»