الإمام الثاني عشر عليه السلام - السيد محمد سعيد الموسوي - ج ١ - الصفحة ٨٢
آلاف سنة أو سبعة، بل إلى مئات الألوف من السنين، وحبوب القمح التي نراها ناشفة لا تتحرك ولا تنمو هي في الحقيقة حية مثل كل حي، ولا ينقصها الظهور دلائل الحياة إلا قليل من الماء، فحياة القمح متصلة منذ ألوف من السنين إلى الآن، وهذا الحكم يطلق على كل أنواع النبات ذوات البزور وذوات الأثمار. وما الحيوان بخارج عن هذه القاعدة، فإن كل واحد من الحشرات والأسماك والطيور والوحوش والدبابات، حتى الإنسان سيد المخلوقات كان جزءا صغيرا من والديه، فنما كما نميا وصار مثلهما، وهما من والديهما وهلم جرا، والإنسان الذي يخلف نسلا يكون نسله جزءا حيا منه، كما أن البزرة جزء من الشجرة. وهذا الجزء الحي تكون فيه جراثيم صغيرة جدا، مثل الجراثيم التي كانت أعضاء والديه، فتكون أعضاؤه بالغذاء الذي تتناوله وتمثله، فتصير نواة التمر نخلة ذات جذوع وسعوف وعروق وتمر، وبزرة الزيتون شجرة ذات ساق وأغصان وورق وثمر، وقس على ذلك سائر أنواع النبات وكذا بيوض الحشرات والأسماك، والطيور، والوحوش والدبابات، حتى الإنسان.
وهذا كله من الأمور المعروفة التي يختلف فيها اثنان، ولكن الشجرة نفسها قد تعمر ألف سنة أو ألفي سنة، والإنسان لا يعمر أكثر من سبعين أو ثمانين سنة وفي النادر يبلغ مائة سنة، فالجراثيم المعدة لإخلاف النسل تبقى حية وتنمو كما تقدم ولكن سائر أجزاء الجسم يموت كان الموت مقدور عليه، وقد مرت القرون، والناس يحاولون التخلص من الموت أو إطالة الأجل، ولا سيما في هذا العصر عصر مقاومة الأمراض والآفات بالدواء والوقاية ولم يثبت على التحقيق أن أحدا عاش فيه 120 سنة مثلا.
(٨٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 » »»