الحصون المنيعة - السيد محسن الأمين - الصفحة ٦
أوجب الاختلاف بينهم وكلمات في متعة النساء التي ندد بهم صاحب المنار لأجلها وذكر طرف من الأخبار الواردة فيها وفي متعة الحج من طرق أهل السنة وذكر ما احتج به الفريقان على نفيها وثبوتها وذكر أصل مذهب الوهابية وحقيقته لأمر اقتضى ذلك فجاء ما كتبته بحمد الله تعالى وافيا بالمرام وسميته (بالحصون المنيعة في رد ما أورده صاحب المنار في حق الشيعة) قال صاحب الرسالة بعد ما ذكر أن العراق من أفضل الأقطار تربة وطيب هواء وعذوبة ماء وأن به أنهارا عظيمة كدجلة والفرات وديالى وكارون وأن أكثره خراب لعسر المواصلات وفقد الأمن وحرمانه من نور المعارف والمدنية وأن الحكومة فيه كما هي في غيره عبارة عن شركة سلب ونهب وفساد تعمل في خراب البلاد وهلاك العباد وأنهم عن الدسائس الأجنبية عمون حتى أصبح بر العراق كله متسلحا بالمارثين مما ترسل به انكلترا.
ومن البلاء العظيم انتشار مذهب الشيعة في العراق كله حتى أصبح ثلاثة أرباع أهله شيعيين وذلك بفضل جد مجتهدي الشيعة وطلبة العلوم منهم وموازرة الحكومة لهم بأخذها على يد أهل السنة عن مقاومة سعيهم وخفض كلمتهم وفي النجف مجتمع مجتهدي الشيعة وفيه من طلبة العلوم ستة عشر ألفا ودأبهم أنهم ينتشرون في البلاد ويجدون في إضلال العباد
(٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « 3 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 ... » »»