مكيال المكارم - ميرزا محمد تقي الأصفهاني - ج ١ - الصفحة ١٩٣
فدعا داود سبعين قسا، وسبعين حبرا وأجلس سليمان (عليه السلام) بين أيديهم، فقال: أخبرني يا بني، ما أقرب الأشياء؟ وما أبعد الأشياء وما آنس الأشياء؟ وما أوحش الأشياء؟ وما أحسن الأشياء؟ وما أقبح الأشياء؟ وما أقل الأشياء؟ وما أكثر الأشياء؟ وما القائمان؟ وما المختلفان؟ وما المتباغضان؟ وما الأمر الذي إذا ركبه الرجل حمد آخره؟ والأمر الذي إذا ركبه الرجل ذم آخره.
قال سليمان: أما أقرب الأشياء فالآخرة، وأما أبعد الأشياء فما فاتك من الدنيا وأما آنس الأشياء فجسد فيه روح ناطق، وأما أوحش الأشياء فجسد بلا روح، وأما أحسن الأشياء فالإيمان بعد الكفر، وأما أقبح الأشياء فالكفر بعد الإيمان، وأما أقل الأشياء فاليقين، وأما أكثر الأشياء فالشك، وأما القائمان فالسماء والأرض وأما المختلفان فالليل والنهار، وأما المتباغضان فالموت والحياة، وأما الأمر الذي إذا ركبه الرجل حمد آخره فالحلم على الغضب، وأما الأمر الذي إذا ركبه الرجل ذم آخره فالحدة على الغضب، قال: ففك ذلك الخاتم فإذا هذه المسائل سواء على ما نزل من السماء فقال القسيسون والأحبار: ما الشئ الذي إذا صلح صلح كل شئ من الإنسان وإذا فسد فسد كل شئ منه؟ فقال: القلب فرضوا بخلافته.
- القائم (عليه السلام) معه كتاب مختوم بخاتم من ذهب. روي في كمال الدين (1) عن الصادق (عليه السلام) أنه قال: كأني أنظر إلى القائم (عليه السلام) على منبر الكوفة وحوله أصحابه ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا، عدة أهل بدر، وهم أصحاب الألوية، وهم حكام الله في أرضه على خلقه، حتى يستخرج من قبائه كتابا مختوما بخاتم من ذهب عهد معهود من رسول الله (صلى الله عليه وآله) فيجفلون عنه إجفال الغنم البكم، فلا يبقى منهم إلا الوزير وأحد عشر نقيبا، كما بقوا مع موسى (عليه السلام) فيجولون في الأرض ولا يجدون عنه مذهبا، فيرجعون إليه، الخبر وقد مر من طريق آخر عن البحار (2) مع تفاوت فيه فراجع.
باب شباهته بسليمان (عليهما السلام) سليمان (عليه السلام) جعله داود خليفة، ولم يبلغ الحلم:

١ - إكمال الدين: ٢ / ٦٧٢ باب ٥٨ ذيل ٢٥.
٢ - بحار الأنوار: ٥٢ / 326 ب 27 ح 42.
(١٩٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 ... » »»