الامكان والوقوع.
قبل الخوض في الأدلة واثبات هذه الفكرة، لدينا سؤال يطرح نفسه وهو هل ان الرجعة امر ممكن ذاتا أم ممتنع ومحال.
والجواب: لا يرى العقل اي استبعاد في ذلك ولا يراها من الممتنعات العقلية كاجتماع النقيضين والضدين وذلك لان مفاد الرجعة التي نعتقدها هي عبارة عن احياء بعض النفوس في هذه النشأة بعد ما ذاقت الموت وهذا امر ممكن الحصول والوقوع وشئ معقول، كيف وهو من رشحات قدرة الخالق تعالى قدره الذي عمت قدرته جميع الممكنات.
اذن لا يلزم من القول بها محال ولا المنافاة للتكليف بل على المستشكل فيها من الالتزام بأحد الامرين: اما انكار الصغرى ودعوى ان الرجعة ليست من الأمور الممكنة.
أو انكار الكبرى ودعوى ان الله ليس بقادر - والعياذ بالله - على أن يحيي الموتى، وكلاهما في حيز المنع بلا ريب.
وحينئذ: فلو قامت الأدلة الصحيحة على هذه العقيدة والفكرة. فمن اللازم قبولها والالتزام بها، كأي عقيدة من العقائد الاسلامية التي تبناها المسلمون والتزموا بها نتيجة لقيام البراهين الصحيحة والأدلة القاطعة.
هل الرجعة امر واقع؟
قد يقال: هب أن الرجعة امر ممكن ولكن هل هو امر واقع؟ إذ ليس كل امر ممكن هو واقع أيضا.
والجواب: لدينا شواهد قرآنية وأحاديث شريفة ونصوص تاريخية، تصرح بالحيات بعد الموت - في هذه الدنيا - وتحقق الرجعة في الأمم السابقة وفي هذه الأمة المرحومة بالذات وقد صنف بعض علماء السنة في هذا الحقل مصنفات وأوردوا قائمة بأسماء الذين رجعوا إلى الدنيا بعد الموت.