أحب إليك ان افعل!؟ قال: نعم.
قال: قيل له: قل كذا وكذا فتكلم بأمر، امر به، فنظر إلى العظام تكسى لحما وعصبا، ثم تكلم بأمر أمر به فإذا هم صور يكبرون ويسبحون ويهللون، فعاشوا ما شاء الله ان يعيشوا " (1).
فلا خلاف في رجعتهم وحياتهم بدعاء حزقيل أم إرميا. فلا مفر من التصديق والالتزام بها إذ عمومية القدرة تقتضي عدم الفرق بين احياء هؤلاء وغيرهم سابقا ولاحقا.
تفصيل القصة: ان هؤلاء كانوا سبعين الف بيت وكان يقع فيهم الطاعون كل سنة فيخرج الأغنياء لقوتهم ويبقى الفقراء لضعفهم فيقل الطاعون في الذين يخرجون ويكثر في الذين يقيمون فيقول الذين يقيمون: لو خرجنا لما أصابنا الطاعون ويقول الذين خرجوا: لو أقمنا لأصابنا كما أصابهم.
فاجمعوا على أن يخرجوا جميعا من ديارهم إذا كان وقت الطاعون فخرجوا بأجمعهم فنزلوا على شط بحر فلما وضعوا رحالهم ناداهم الله موتوا فماتوا جميعا فكنستهم المارة عن الطريق، فبقوا ما شاء الله.
ثم مر بهم نبي من أنبياء بني إسرائيل يقال له: إرميا.
فقال: لو شئت يا رب لأحييتهم فيعمروا بلادك ويلدوا عبادك وعبدوك مع من يعبدك فأوحى الله تعالى إليه: أفتحب ان أحييهم لك؟ قال: نعم، فأحياهم الله، وبعثهم معه، فهؤلاء ماتوا ورجعوا إلى الدنيا، ثم ماتوا بآجالهم " (2).