إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب - الشيخ علي اليزدي الحائري - ج ٢ - الصفحة ٧٨
قرأ حمزة كذا وقرأ الكسائي كذا وقرأ عاصم كذا وأبو عمرو بن كثير كذا، فقال السيد سلمه الله: نحن لا نعرف هؤلاء وإنما القرآن نزل على سبعة أحرف قبل الهجرة من مكة إلى المدينة وبعدها لما حج رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حجة الوداع نزل عليه الروح الأمين جبرئيل (عليه السلام) فقال: يا محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) أتل علي القرآن حتى أعرفك أوائل السور وأواخرها وشأن نزولها فاجتمع إليه علي بن أبي طالب (عليه السلام) وولداه الحسن والحسين وأبي بن كعب وعبد الله بن مسعود وحذيفة بن اليمان وجابر بن عبد الله الأنصاري وأبو سعيد الخدري وحسان بن ثابت وجماعة من الصحابة (رض) عن المنتجبين منهم فقرأ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) القرآن من أوله إلى آخره فكان كلما مر بموضع فيه اختلاف بينه له جبرئيل، وأمير المؤمنين (عليه السلام) يكتب ذاك في زوج من أدم فالجميع قراءة أمير المؤمنين (عليه السلام) ووصي رسول رب العالمين، فقلت: يا سيدي أرى بعض الآيات غير مرتبطة بما قبلها وبما بعدها كأن فهمي القاصر لم يصل إلى غور ذلك، فقال: نعم الأمر كما رأيته وذلك لما انتقل سيد البشر محمد بن عبد الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من دار الفناء إلى دار البقاء وفعل صنما قريش ما فعلاه من غصب الخلافة الظاهرية وجمع أمير المؤمنين (عليه السلام) القرآن كله ووضعه في إزار وأتى به إليهم وهم في المسجد فقال لهم: هذا كتاب الله سبحانه أمرني رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أن أعرضه إليكم لقيام الحجة عليكم يوم العرض بين يدي الله تعالى، فقال له فرعون هذه الأمة ونمرودها: لسنا محتاجين إلى قرآنك، فقال: لقد أخبرني حبيبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) بقولك هذا وإنما أردت بذلك إلقاء الحجة عليكم، فرجع أمير المؤمنين (عليه السلام) به إلى منزله وهو يقول: لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك لا راد لما سبق في علمك ولا مانع لما اقتضته حكمتك فكن أنت الشاهد لي عليهم يوم العرض عليك، فنادى ابن أبي قحافة بالمسلمين وقال لهم: كل من عنده قرآن من آية أو سورة فليأت بها، فجاءه أبو عبيدة بن الجراح وعثمان وسعد بن أبي وقاص ومعاوية بن أبي سفيان وعبد الرحمن بن عوف وطلحة بن عبد الله وأبو سعيد الخدري وحسان بن ثابت وجماعات المسلمين وجمعوا هذا القرآن وأسقطوا ما كان فيه من المثالب التي صدرت منهم بعد وفاة سيد المرسلين، فلهذا ترى الآيات غير مرتبطة والقرآن الذي جمعه أمير المؤمنين (عليه السلام) بخطه محفوظ عند صاحب الأمر (عليه السلام) فيه كل شئ حتى أرش الخدش، وأما هذا القرآن فلا شك
(٧٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 ... » »»