إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب - الشيخ علي اليزدي الحائري - ج ٢ - الصفحة ١٧٦
فينهزم ومعه شرذمة قليلة من أصحابه فيلحقه رجل من أنصار القائم اسمه صياح ومعه جيش فيستأسره فيأتي به إلى المهدي وهو يصلي العشاء الآخرة فيخفف صلاته فيقول السفياني: يا بن العم استبقني أكون لك عونا فيقول لأصحابه: ما تقولون فيما يقول فإني آليت على نفسي لا أفعل شيئا حتى ترضوه، فيقولون: والله ما نرضى حتى تقتله لأنه سفك الدماء التي حرم الله، سفكها وأنت تريد أن تمن عليه بالحياة، فيقول لهم المهدي: شأنكم وإياه فيأخذه جماعة منهم فيضجعونه على شاطئ الهجير تحت شجرة مدلاة بأغصانها فيذبحونه كما يذبح الكبش وعجل الله بروحه إلى النار.
قال: فيتصل خبره إلى بني كلاب أن حرب بن عنبسة قتل، قتله رجل من ولد علي بن أبي طالب (عليه السلام) فيرجعون بنو كلاب (1) إلى رجل من أولاد ملك الروم يبايعونه على قتال المهدي والأخذ بثأر حرب بن عنبسة فتضم إليه بنو ثقيف فيخرج ملك الروم في ألف سلطان وتحت كل سلطان ألف مقاتل فينزل على بلد من بلدان القائم تسمى طرشوس فينهب أموالهم وأنعامهم وحريمهم ويقتلون رجالهم وينقض حجارها حجرا على حجر وكأني بالنساء وهن مردفات على ظهور الخيل خلف العلوج خيلهن تلوح في الشمس والقمر فينتهي الخبر إلى القائم فيسير إلى ملك الروم في جيوشه فيواقعه في أسفل الرقة بعشرة فراسخ فتصبح بها الوقعة حتى يتغير ماء الشط بالدم وينتن جانبها بالجيف الشديدة فيهزم ملك الروم إلى الأنطاكية فيتبعه المهدي إلى فئة العباس تحت القطوار فيبعث ملك الروم إلى المهدي ويؤدي له الخراج فيجيبه إلى ذلك حتى على أن لا يروح من بلد الروم ولا يبقى أسير عنده إلا أخرجه إلى أهله فيفعل ذلك ويبقى تحت الطاعة، ثم إن المهدي يسير إلى حي بني كلاب من جانب البحيرة حتى ينتهي إلى دمشق ويرسل جيشا إلى أحياء بني كلاب ويسبي نساءهم ويقتل أغلب رجالهم فيأتون بالأسارى فيؤمنون به فيبايعونه على درج دمشق بمسمومات البخس والنقض، ثم إن المهدي يسير هو ومن معه من المؤمنين بعد قتل السفياني فينزلون على بلد من بلاد الروم فيقولون: لا إله إلا الله محمد رسول الله فيتساقط

1 - هذا على لغة أكلوني البراغيث، وعلى اللغة المشهورة كان ينبغي أن يقال: فيرجع بنو كلاب، وقد تكرر هذا في أكثر من موضع.
(١٧٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 ... » »»