إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب - الشيخ علي اليزدي الحائري - ج ٢ - الصفحة ١٨٠
والصنف الثاني طول أحدهم ذراع وعرضه ذراع يفترش أحدهم أذنيه ويلتحف بالأخرى وهم أكثر عددا من النجوم فيسيحون في الأرض فلا يمرون بنهر إلا وشربوه ولا جبل إلا لحسوه ولا وردوا على شط إلا نشفوه، ثم بعد ذلك تخرج دابة من الأرض لها رأس كرأس الفيل ولها وبر وصوف وشعر وريش من كل لون ومعها عصا موسى وخاتم سليمان فتنكت وجه المؤمن بالعصا فتجعله أبيض وتنكت وجه الكافر بالخاتم فتجعله أسود ويبقى المؤمن مؤمنا والكافر كافرا ثم ترفع بعد ذلك التوبة فلا تنفع نفس إيمانها إن لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا.
قال الراوي: فقامت إليه أشراف العراق وقالوا له: يا مولانا يا أمير المؤمنين نفديك بالآباء والأمهات بين لنا كيف تقوم الساعة وأخبرنا بدلالاتها وعلاماتها، فقال (عليه السلام): من علامات الساعة يظهر صائح في السماء ونجم في السماء له ذنب في ناحية المغرب ويظهر كوكبان في السماء في المشرق ثم يظهر خيط أبيض في وسط السماء وينزل من السماء عمود من نور ثم ينخسف القمر ثم تطلع الشمس من المغرب فيحرق حرها شجر البراري والجبال ثم تظهر من السماء فتحرق أعداء آل محمد حتى تشوي وجوههم وأبدانهم ثم يظهر كف بلا زند وفيها قلم يكتب في الهواء والناس يسمعون صرير القلم وهو يقول: واقترب الوعد الحق فإذا هي شاخصة أبصار الذين كفروا، فتخرج يومئذ الشمس والقمر وهما منكسفتا النور فتأخذ الناس الصيحة، التاجر في بيعه والمسافر في متاعه والثوب في مسداته والمرأة في غزلها (1) وإذا كان الرجل بيده طعام فلا يقدر أكله، ويطلع الشمس والقمر وهما أسودا اللون وقد وقعا في زوال (2) خوفا من الله تعالى وهما يقولان: إلهنا وخالقنا وسيدنا لا تعذبنا بعذاب عبادك المشركين وأنت تعلم طاعتنا والجهد فينا وسرعتنا لمضي أمرك وأنت علام الغيوب، فيقول الله تعالى: صدقتما ولكني قضيت في نفسي أني أبدأ وأعيد وأني خلقتكما من نور عزتي فيرجعان إليه فيبرق كل واحد منهما برقة تكاد تخطف الأبصار ويختلطان بنور العرش فينفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا ما شاء الله تعالى، ثم ينفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون فإنا لله وإنا إليه راجعون.

1 - في بعض النسخ: نسجها.
2 - في بعض النسخ: زلازل.
(١٨٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 ... » »»