إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب - الشيخ علي اليزدي الحائري - ج ١ - الصفحة ٣٦١
وقلت في نفسي: كفرت بردي على مولاي، وكتبت رقعة أعتذر من فعلي وأبوء بالإثم وأستغفر من زللي، وأنفذتها وقمت أتطهر للصلاة، وأنا إذ ذاك أفكر في نفسي وأقول: إن ردت علي الدنانير لم أحلل شدها، ولم أحدث فيها شيئا حتى أحملها إلى أبي فإنه أعلم مني، فخرج إلي الرسول الذي حمل الصرة وقال لي: أقبل أسأت إذ لم تعلم الرجل، إنا ربما فعلنا ذلك بموالينا ابتداء، وربما سألونا ذلك يتبركون به، وخرج إلي: أخطأت في ردك برنا، فإذا استغفرت الله فالله تعالى يغفر لك، وإذا كانت عزيمتك وعقد نيتك فيما حملناه إليك ألا تحدث فيه حدثا إذا رددناه إليك، ولا تنتفع به في طريقك فقد صرفنا عنك، وأما الثوب فخذه لتحرم فيه، قال: وكتبت في معينين وأردت أن أكتب في الثالث، فامتنعت منه مخافة أن يكره ذلك، فورد الجواب: المعينين والثالث الذي طويت مفسرا والحمد لله.
قال: وافقت جعفر بن إبراهيم النيشابوري بنيشابور على أن أركب معه إلى الحج وأزامله، فلما وافيت بغداد بدا لي وذهبت أطلب عديلا فلقيني ابن الوجناء، وكنت قد صرت إليه وسألته أن يكتري لي فوجدته كارها، فلما لقيني قال لي: أنا في طلبك، وقد قيل:
إنه يصحبك فأحسن عشرته واطلب له عديلا واكتر له (1).
(المعجزة الثالثة والعشرون) فيه: عن الحسن بن عبد الحميد: شككت في أمر حاجز فجمعت شيئا ثم صرت إلى العسكر، فخرج إلي: ليس فينا شك ولا فيمن يقوم مقامنا، بأمرنا ترد ما معك إلى حاجز بن يزيد (2).
(المعجزة الرابعة والعشرون) فيه: عن محمد بن صالح: لما مات أبي وصار الأمر إلي كان لأبي على الناس سفاتيج من مال الغريم، يعني صاحب الأمر (عج). قال الشيخ المفيد (رحمه الله):
وهذا رمز كانت الشيعة تعرفه قديما بينها، ويكون خطابها عليه للتقية. قال: فكتبت إليه اعلمه وكتب إلي: طالبهم واستقض عليهم، فقضاني الناس إلا رجل واحد، وكان عليه سفتجة بأربعمائة دينار، فجئت إليه أطلبه فمطلني واستخف بي ابنه وسفه علي، فشكوته إلى أبيه فقال: وكان ماذا! فقبضت على لحيته وأخذت برجله، فسحبته إلى وسط الدار فخرج ابنه مستغيثا بأهل بغداد يقول: قمي رافضي قد قتل والدي، فاجتمع علي منهم خلق كثير فركبت دابتي وقلت: أحسنتم يا أهل بغداد تميلون مع الظالم على الغريب المظلوم، أنا

١ - الإرشاد: ٢ / ٣٦٠.
٢ - الإرشاد: ٢ / 361.
(٣٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 356 357 358 359 360 361 362 363 364 365 366 ... » »»