قال: أخبرني عن قوله تعالى * (ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر وفجرنا الأرض عيونا) * (1) قال (عليه السلام): نعم نزوله من السماء على الخلق، عنى بذلك المهدي (عليه السلام). قال: أخبرني عن قول الله تعالى * (وبئر معطلة وقصر مشيد) * (2) فبكى بكاء شديدا وقال (عليه السلام): قد سألتني عن أمر عظيم سمعته من رسول الله (صلى الله عليه وآله) إنه قال لجبرئيل: أخبرني عن بئر معطلة وقصر مشيد؟ قال:
لا علم لي بذلك حتى أرجع إلى ربي. قال: فرجع جبرائيل قال: أما البئر المعطلة فعلي بن أبي طالب وفي أمتك قوم يعطلون ذكرهم يرجون رحمتي يوم القيامة، لا تنالهم رحمتي، هم أشر الناس وأبغضهم إلي، فوعزتي وجلالي لأذيقنهم ماء الحميم، لا يموت عبد وفي قلبه من بغض علي إلا أكبه الله على منخريه في النار.
قال (صلى الله عليه وآله): يا جبرئيل وما القصر المشيد؟ قال: أنت يا محمد أكرمك الله بكرامته واختصك برسالته وعلا ذكرك مع ذكره، فما يذكر اسم الله إلا وتذكر معه، وأنت يوم القيامة أقرب منزلة إلى الله تعالى وأمتك أكرم الأمم على الله تعالى فطوبى لك يا محمد.
قال: أخبرني عن قول الله تعالى * (والعصر إن الإنسان لفي خسر) * (3) فبكى بكاء شديدا وقال: كم تسألني ولو سألتني عما في التوراة والإنجيل والكتب التي أنزل الله على الأنبياء لأجبتك عن ذلك، لا يذهب علي حرف منها بقدرة الله تعالى. قال: صدقت يا أمير المؤمنين ولكني رسول الجن إليك ونحن ممن آمنوا بمحمد وصدقوه وعرفوا أنك وصيه ولا بد لي من أن أسألك، فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): أما العصر فمحمد (صلى الله عليه وآله) و * (إن الإنسان لفي خسر) * فأهل الشام الذين خسروا * (إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات) * هم محبونا وأهل ولايتنا * (وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر) * ولداي.
قال: أخبرني عن قول الله تعالى * (وذكر إن الذكرى تنفع المؤمنين) * (4) قال (عليه السلام): أمره بأن يذكر المؤمنين أمرنا حتى ينتفعوا بذلك، وإذا ذكرونا لا يفترقون حتى تنزل عليهم ملائكة من السماء فيقومون على رؤوسهم ويسمعون كلامهم ويباركون عليهم ويقولون: طوبى لأقوام ذكروا هؤلاء القوم، فإذا صعدوا قالت الملائكة بعضهم لبعض: كنا عند قوم ازداد نورنا من نور كلامهم، فتقول الملائكة: طوبى لهم ولمحبيهم وطوبى لمن يسلم عليهم، فهذا الذكرى.