مخلوقا مقربا عند الله، أو استغاث به قاصدا بحسن التعبير الاستغاثة باللطيف الخبير، فليس عليه بأس في ذلك، بل هو سالك في الآداب أحسن المسالك.
وكذلك من أسند تلك الأشياء لمجرد الربط الصوري، لا على قصد التأثير الحقيقي، كما يقال: (أنبت الربيع البقل)، والمنبت هو الله، و (بنى الأمير القصر)، والباني ظاهرا بناه (1).
فاطلاق (السيد) و (المالك) على غير الله، (وإضافة (العبد) و (المملوك) في الأحرار إلى غير الله) (2)، إن أريد بها الملكية الحقيقة، كان خروجا عن الطريقة الشرعية، وإلا لم يكن في ذلك بأس بالكلية.
ولهذا ورد في الأخبار النبوية إطلاق (السيد) على غير الله.
روى أبو هريرة (3) عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: أنا سيد ولد آدم يوم القيامة (4).
وعن أبي سعيد الخدري (5) عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة (6).
وعن علي عليه السلام، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: أبو بكر وعمر سيدا كهول أهل الجنة (7).
وعن فاطمة عليها السلام: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أخبرني أني سيدة نساء العالمين، رواه الترمذي (8).
وروى أبو نعيم الحافظ، قال: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم ادعوا لي سيد العرب عليا.