غاية المرام - السيد هاشم البحراني - ج ٢ - الصفحة ١٩٥
علينا مكانها أشد خفاء فظننا أن أمير المؤمنين (عليه السلام) قد رهقه العطش فأومأنا بأطرافنا فإذا نحن بصومعة راهب فدنونا منها، فإذا نحن براهب قد سقط حاجباه على عينيه من الكبر فقلنا: يا راهب أعندك ماء نسقي منه صاحبنا؟ قال: عندي ماء قد استعذبته منذ يومين، فأنزل إلينا ماء مرا خشنا فقلنا: هذا قد استعذبته منذ يومين؟ فكيف لو شربت من الماء الذي سقاناه صاحبنا؟ وحدثناه بالأمر فقال: صاحبكم هذا نبي قلنا لا ولكنه وصي نبي، فنزل إلينا بعد وحشته منا وقال: انطلقوا [بي] (1) إلى صاحبكم فانطلقنا إليه فلما بصر به أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: " شمعون " قال الراهب نعم شمعون هذا اسم سمتني به أمي ما اطلع عليه أحد إلا الله تبارك وتعالى ثم أنت، فكيف عرفته؟
فأتم حتى أتمه لك. قال وما تشاء يا شمعون قال: هذا العين واسمه. قال: هذا عين راحوما وهو من الجنة، شرب منها ثلاثمائة وثلاثة عشر [وصيا وأنا آخر الوصيين شربت منه] (2)، قال الراهب: هكذا وجدت [في] (3) جميع كتب الإنجيل، وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وأنك وصي محمد، ثم رحل أمير المؤمنين والراهب يقدمه حتى نزل صفين ونزل معه بقامدين والتقى الصفان فكان أول من أصابته الشهادة الراهب فنزل أمير المؤمنين (عليه السلام) وعيناه تهملان وهو يقول المرء مع من أحب، الراهب معنا يوم القيامة رفيقي في الجنة (4).
الرابع والعشرون: ابن بابويه قال: حدثنا محمد بن علي ماجيلويه عن [عمه] (5) محمد بن أبي القاسم عن أحمد بن [أبي] (6) عبد الله البرقي عن أبي الحسن علي بن الحسين البرقي عن عبد الله بن جبلة عن معاوية بن عمار عن الحسن بن عبد الله عن أبيه عن جده الحسن بن علي بن أبي طالب قال: " جاء نفر من اليهود إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقالوا: يا محمد أنت الذي تزعم أنك رسول الله وأنك الذي يوحى إليك كما أوحى إلى موسى بن عمران، فسكت النبي (صلى الله عليه وآله) ساعة ثم قال: نعم أنا سيد ولد آدم ولا فخر، وأنا خاتم النبيين وإمام المتقين ورسول رب العالمين، قالوا: إلى من العرب أم إلى العجم أم إلينا، فأنزل الله عز وجل هذه الآية: * (قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا) * (7).
قال اليهودي الذي كان أعلمهم: يا محمد إني أسألك عن عشر كلمات أعطاها الله عز وجل موسى بن عمران (عليه السلام) في البقعة المباركة حيث ناجاه لا يعلمها إلا نبي مرسل أو ملك مقرب، قال

(١) زيادة من المصدر.
(٢) زيادة من المصدر.
(٣) زيادة من المصدر.
(٤) أمالي الشيخ الصدوق: ٢٥٢ / المجلس ٣٤ / ح ١٤.
(٥) زيادة من المصدر.
(٦) زيادة من المصدر.
(٧) الأعراف: ١٥٨.
(١٩٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الباب الثامن عشر في النص على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) بأنه الولي في قوله تعالى من طرق العامة وفيه أربعة وعشرون حديثا 5
2 الباب التاسع عشر في النص على أمير المؤمنين علي (عليه السلام) وبنيه الأئمة الأحد عشر بالولاية في قوله تعالى * (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة) * من طريق الخاصة وفيه تسعة عشر حديثا 15
3 الباب العشرون في قول النبي لعلي (عليهما السلام): أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي من طريق العامة وفيه مائة حديث 23
4 الباب الحادي والعشرون في قول النبي لعلي (عليهما السلام): أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي من طريق الخاصة وفيه سبعون حديثا 72
5 الباب الثاني والعشرون في أن عليا (عليه السلام) وصي رسول الله (صلى الله عليه وآله) وبنيه الأحد عشروهم الأوصياء والأئمة الاثنا عشر بنص رسول الله (صلى الله عليه وآله) مضافا إلى ما سبق من طريق العامة وفيه سبعون حديثا 144
6 الباب الثالث والعشرون في أن عليا وصي رسول الله وبنيه الأحد عشر أوصياء رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهم الأئمة الاثنا عشر 185
7 بنص رسول الله (صلى الله عليه وآله) من طريق الخاصة، وفيه مائة حديث وعشرة أحاديث 185
8 الباب الرابع والعشرون في أن الأئمة بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) اثنا عشر بنص رسول الله (صلى الله عليه وآله) اجمالا وتفصيلا علي وبنوه الأحد عشر من طريق العامة وفيه ثمانية وخمسون حديثا 247
9 الباب الخامس والعشرون في أن الأئمة: بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) اثنا عشر اجمالا وتفصيلا هم علي بن أبي طالب وبنوه الأحد عشر: من طريق الخاصة، وفيه خمسون حديثا 270
10 الباب السادس والعشرون في أمر رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالاقتداء بعلي بن أبي طالب والأئمة (عليهم السلام) من آل محمد (صلى الله عليه وآله) من طريق العامة وفيه اثنين وعشرون حديثا 287
11 الباب السابع والعشرون في أمر رسول الله (صلى الله عليه وآله) بولاية علي (عليه السلام) والاقتداء بالأئمة: من آل محمد (صلى الله عليه وآله) من طريق الخاصة وفيه سبعة وعشرون حديثا 296
12 الباب الثامن والعشرون في نص رسول الله على وجوب التمسك بالثقلين من طريق العامة وفيه تسعة وثلاثون حديثا 304
13 الباب التاسع والعشرون في نص رسول الله (صلى الله عليه وآله) على وجوب التمسك بالثقلين من طريق الخاصة وفيه اثنان وثمانون حديثا 321