وجدنا ذلك موافقا لكتاب الله ووجدنا كتاب الله موافقا لهذه الأخبار وعليها دليلا كان الاقتداء فرضا لا يتعداه إلاك أهل العناد والفساد (1).
التاسع عشر: الطبرسي في الاحتجاج أيضا في حديث عن أمير المؤمنين (عليه السلام)، قال المنافقون لرسول الله (صلى الله عليه وآله): هل بقي لربك علينا بعد الذي فرض علينا شئ آخر يفترضه فتذكره لتسكن أنفسنا إلى أنه لم يبق غيره، فأنزل الله في ذلك: * (قل إنما أعظكم بواحدة) *، يعني الولاية وأنزل الله: * (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون) *.
وليس بين الأمة خلاف أنه لم يؤت الزكاة يومئذ وهو راكع غير رجل واحد، ولو أذكر اسمه في الكتاب لا سقط مع ما أسقط من ذكره، وهذا وما أشبهه من الرموز التي ذكرت لك ثبوتها في الكتاب ليجهل معناها المحرفون فيبلغ إليك وإلى أمثالك وعند ذلك قال الله عز وجل: * (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا) * (2).
أقول: كفى الإمام علي بن محمد الهادي (عليه السلام) ناقلا الإجماع على أنها نزلت في علي (عليه السلام)، وقوله أيضا حجة فلا مزيد على ذلك.
فائدة: روى عمار بن موسى الساباطي عن أبي عبد الله (عليه السلام)، أن الخاتم الذي تصدق به أمير المؤمنين (عليه السلام) وزن أربعة مثاقيل حلقته من فضة وفصه خمسة مثاقيل وهو من ياقوتة حمراء وثمنه خراج الشام، وخراج الشام ثلاثمائة حمل من فضة وأربعة أحمال من ذهب، وكان الخاتم لمران بن طوق قتله أمير المؤمنين (عليه السلام)، وأخذ الخاتم من أصبعه، وأتى به إلى النبي (صلى الله عليه وآله) من جملة الغنائم، وأمره النبي (صلى الله عليه وآله) أن يأخذ الخاتم، فأخذ الخاتم وأقبل وهو في أصبعه وتصدق به على السائل في أثناء صلاته [عندما] تخلف عن النبي (صلى الله عليه وآله).
وقال الغزالي في كتاب (سر العالمين): أن الخاتم الذي تصدق به أمير المؤمنين (عليه السلام) كان خاتم سليمان بن داود (عليه السلام) (3).
وقال الشيخ الطوسي: أن التصدق بالخاتم كان اليوم الرابع والعشرين من ذي الحجة، وذكر ذلك صاحب كتاب مسار الشيعة وذكر أنه أيضا من المباهلة (4).