مشارق أنوار اليقين - الحافظ رجب البرسي - الصفحة ٩١
الفائزون، وشيعة علي هم المفلحون، ألا ومن أحب عليا مر على الصراط كالبرق الخاطف، ألا ومن أحب عليا لا ينشر له ديوان ولا ينصب له ميزان، وتفتح له أبواب الجنة الثمان، ألا ومن أحب عليا ومات على حبه صافحته الملائكة وزارته أرواح الأنبياء، ألا ومن مات على حب علي فأنا كفيله الجنة، ألا وإن لله بابا من دخل منه نجا من النار وهو حب علي، ألا ومن أحب عليا أعطاه الله بكل عرق في جسده وشعرة في بدنه مدينة في الجنة، يا بن عمر، ألا وإن عليا سيد الوصيين وإمام المتقين، وخليفتي على الناس أجمعين، وأبو الغر الميامين، طاعته طاعتي، ومعرفته هي معرفتي، يا بن عمر والذي بعثني بالحق نبيا لو كان أحدكم صف قدميه بين الركن والمقام يعبد الله ألف عام، ثم ألف عام صائما نهاره قائما ليله، وكان له ملء الأرض مالا فأنفقه، وعباد الله ملكا فأعتقهم، وقتل بعد هذا الخير الكثير شهيدا بين الصفا والمروة، ثم لقي الله يوم القيامة باغضا لعلي لم يقبل الله له عدلا ولا صرفا وزج بأعماله في النار وحشر مع الخاسرين (1).
فصل علي أمير المؤمنين عليه السلام فهو المنتجب بالوصية المنتخب من الطينة الزكية الحاكم بالسوية العادل في القضية، العالي البنية إمام سائر البرية، بعل فاطمة الرضية، والد العترة الزكية، ليث الحروب ومفرج الكروب، الذي لم يفر من معركة قط، ولا ضرب بسيفه إلا قط، ولا لقي كتيبة إلا انهزمت ولم يقاتل تحت راية إلا غلبت، ولم يفلت من بأسه بطل ولا ضرب بحسامه شجاعا إلا قتل، ولم يرافق سرية إلا كان النصر معها، ولم يلق جحفلا إلا ولوا مدبرين وانقلبوا صاغرين، وكانت وثبته إلى عمرو أربعين ذراعا ورجوعه إلى خلف عشرين ذراعا، وضرب الكافر يوم أحد فقطعه وجواده نصفين ثم حمل على سبعة عشر كتيبة جمعها سبعون ألفا ففرقها، وبدد شملها ومزقها، حتى تحير الفريقان من بأسه وتعجبت الأملاك من حملاته، وهذه خواص إلهية وآيات ربانية، الليث الباسل والبطل الجلاجل، والهزبر المنازل والخطب النازل، والقسورة الذي واتباعه فضيلة، ومحبته إلى الله وسيلة، ومن أحبه في حياته وبعد وفاته كتب الله له من الأمن والإيمان ما

(١) بحار الأنوار: ٢٤ / 45 ح 17 بتفاوت.
(٩١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 ... » »»