مشارق أنوار اليقين - الحافظ رجب البرسي - الصفحة ٩٠
ومن كتاب الأمالي عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله لما عرج بي إلى السماء السابعة، ومنها إلى سدرة المنتهى ومنها إلى حجب النور ناداني ربي جل جلاله يا محمد أنت عبدي وأنا ربك فلي فاخضع، وإياي فاعبد وعلي فتوكل فإني قد رضيتك عبدا وحبيبا ورسولا ورضيت لك عليا خليفة وبابا، وجعلته حجتي على عبادي وأمانا لخلقي، به يقام ديني وتحفظ حدودي وتنفذ أحكامي، ويعرف أعدائي من أوليائي وبالأئمة من ولده أرحم عبادي، وبالقائم المهدي أعمر أرضي بتسبيحي وتقديسي وتهليلي وتمجيدي، وبه أطهر الأرض من أعدائي وبه أحيي عبادي وبلادي وبه أظهر الكنوز والذخائر وأظهره على الأسرار والضمائر، وأنصره بأوليائي وأمده بملائكتي فهو وليي حقا ومهدي عبادي صدقا (1).
ومن كتاب المناقب مرفوعا إلى ابن عمر قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وآله عن علي بن أبي طالب عليه السلام فقلت يا رسول الله ما منزلة علي منك؟ فغضب ثم قال: ما بال قوم يذكرون رجلا عند الله منزلته كمنزلتي ومقامه كمقامي، إلا النبوة، يا بن عمر إن عليا مني بمنزلة الروح من الجسد، وإن عليا مني بمنزلة النفس من النفس، وإن عليا مني بمنزلة النور من النور، وإن عليا مني بمنزلة الرأس من الجسد، وإن عليا مني بمنزلة الزر من القميص، يا بن عمر، من أحب عليا فقد أحبني، ومن أحبني فقد أحب الله ومن أبغض عليا فقد أبغضني، ومن أبغضني فقد غضب الله عليه ولعنه، ألا ومن أحب عليا فقد أوتي كتابه بيمينه وحوسب حسابا يسيرا، ألا ومن أحب عليا لا يخرج من الدنيا حتى يشرب من الكوثر ويأكل من طوبى، ويرى مكانه من الجنة. ألا من أحب عليا هانت عليه سكرات الموت وجعل قبره روضة من رياض الجنة، ألا ومن أحب عليا أعطاه الله بكل عضو من أعضائه خولا وشفاعة ثمانين من أهل بيته، ألا ومن عرف عليا وأحبه بعث الله إليه ملك الموت كما يبعث إلى الأنبياء وجنبه أهوال منكر ونكير وفتح له في قبره مسيرة عام، وجاء يوم القيامة أبيض الوجه يزف إلى الجنة كما تزف العروس إلى بعلها، ألا ومن أحب عليا أظله الله تحت ظل عرشه وأمنه يوم الفزع الأكبر، ألا ومن أحب عليا قبل الله حسناته ودخل الجنة آمنا، ألا ومن أحب عليا سمي أمين الله في أرضه، ألا ومن أحب عليا وضع على رأسه تاج الكرامة مكتوبا عليه أصحاب الجنة هم

(٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 ... » »»