مشارق أنوار اليقين - الحافظ رجب البرسي - الصفحة ٥
القاعدين أجرا عظيما) وإلى هذا يشير سيدنا الإمام السجاد زين العابدين عليه السلام بقوله:
إني لأكتم من علمي جواهره * كيلا يرى الحق ذو جهل فيفتتنا وقد تقدم في هذا أبو حسن * إلى الحسين وأوصى قبله الحسنا فرب جوهر علم لو أبوح به * لقيل لي: أنت ممن يعبد الوثنا ولاستحل رجال مسلمون دمي * يرون أقبح ما يأتونه حسنا (1) ولسيدنا الأمين في أعيان الشيعة (31: 193 - 205) في ترجمة الرجل كلمات لا تخرج عن حدود ما ذكرناه.
ومما نقم عليه به اعتماده على علم الحروف والأعداد الذي لا تتم به برهنة ولا تقوم به حجة، ونحن وإن وصافقناه على ذلك إلا أن للمترجم له ومن حذا حذوه من العلماء كابن شهرآشوب ومن بعده عذرا في سرد هاتيك المسائل فإنها أشبه شئ بالجدل تجاه من ارتكن إلى أمثالها في أبواب أخرى من علماء الحروف من العامة كقول العبيدي المالكي في عمدة التحقيق ص 155: قال بعض علماء الحروف: يؤخذ دوام ناموس آل الصديق وقيام عزته إلى انتهاء الدنيا من سر قوله تعالى: (في ذريتي) فإن عدتها بالجمل الكبير ألف وأربعمائة وعشرة وهي مظنة تمام الدنيا كما ذكره بعضهم فلا يزالون ظاهرين بالعزة والسيادة مدة الدنيا، وقد استنبط تلك المدة عمدة أهل التحقيق مصطفى لطف الله الرزنامجي بالديوان المصري من قوله تعالى: (لا يلبثون خلافك إلا قليلا) (2)، قال ما لفظه: إذا أسقطنا مكررات الحروف كان الباقي (ل ا ي ب ث ون خ ف ك ق) أحد عشر حرفا عددهم بالجمل الكبير ألف وثلاثمائة وتسعة وتسعين زدنا عليه عدد الحروف وهو أحد عشر صار المجموع وهو ألف وأربعمائة وعشرة وهو مطابق لقوله تعالى: (ذريتي) وسمعت ختام الأعلام شيخنا الشيخ يوسف الفيشي رحمه الله يقول: قال محمد البكري الكبير: يجلس عقبنا مع عيسى ابن مريم على سجادة واحدة وهذا يقوى تصحيح ذلك الاستنباط. ه‍.

(١) تفسير الآلوسي: ٦ / ١٩٠ وسوف يأتي مع مصادر.
(١) الإسراء: ٧٦.
(٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « 1 2 3 4 5 6 7 8 9 11 12 ... » »»