مشارق أنوار اليقين - الحافظ رجب البرسي - الصفحة ٣
* ترجمة المصنف:
كتاب مشارق أنوار اليقين للحافظ رجب البرسي من الكتب التي جمعت مناقب وأسرار آل محمد صلوات المصلين عليهم ما طلع نجم، بل لنا أن نقول أنه تفرد في نقل بعض المناقب والأسرار، مما واجهتنا مشكلة في تخريج تلك المناقب.
ومؤلف هذا الكتاب من الحفاظ المشهورين بالعلم والتقوى والعرفان، وشدة ولائه لآل محمد عليهم السلام، وإبراز ما أخفوه عن بعض شيعتهم، حتى رماه من لا تحقيق له ولا اطلاع له على جل روايات أهل البيت عليهم السلام بالغلو.
وسوف تعرف من كلام العلامة الخبير الأميني حقيقة الحال:
* قال العلامة الأميني (1):
الشيخ رضي الدين رجب بن محمد بن رجب البرسي الحلي المعروف بالحافظ: من عرفاء علماء الإمامية وفقهائها المشاركين في العلوم، على فضله الواضح في فن الحديث، وتقدمه في الأدب وقرض الشعر وإجادته، وتضلعه في علم الحروف وأسرارها واستخراج فوائدها، وبذلك كله تجد كتبه طافحة بالتحقيق ودقة النظر، وله في العرفان والحروف مسالك خاصة، كما أن له في ولاء أئمة الدين عليهم السلام آراء ونظريات لا يرتضيها لفيف من الناس، ولذلك رموه بالغلو والارتفاع، غير أن الحق أن جميع ما يثبته المترجم لهم عليهم السلام من الشؤون هي دون مرتبة الغلو وغير درجة النبوة، وقد جاء عن مولانا أمير المؤمنين عليه السلام قوله: إياكم والغلو فينا، قولوا: إنا عبيد مربوبون. وقولوا في فضلنا ما شئتم (2). وقال الإمام الصادق عليه السلام: اجعلوا لنا ربا نؤوب إليه وقال عليه السلام: اجعلونا مخلوقين وقولوا فينا ما شئتم فلن تبلغوا (3).
وأنى لنا البلاغ مدية ما منحهم المولى سبحانه من فضائل ومآثر؟ وأنى لنا الوقوف على غاية ما شرفهم الله به من ملكات فاضلة، ونفسيات نفيسة، وروحيات قدسية، وخلائق كريمة، ومكارم ومحامد؟ فمن ذا الذي يبلغ معرفة الإمام؟ أو يمكنه اختياره؟ هيهات هيهات ضلت العقول، وتاهت الحلوم، وحارت الألباب، وخسئت العيون، وتصاغرت العظماء، وتحيرت الحكماء، وتقاصرت الحلماء، وحصرت الخطباء، وجهلت الألباء، وكلت الشعراء، وعجزت الأدباء، وعييت البلغاء عن وصف شأن من شأنه، وفضيلة من فضائله، وأقرت بالعجز والتقصير، وكيف يوصف بكله؟ أو ينعت بكنهه؟ أو يفهم شئ من أمره؟ أو يوجد من يقوم مقامه ويغني غناه؟ لا. كيف؟ وأنى؟ فهو بحيث النجم من يد المتناولين ووصف الواصفين، فأين الاختيار من هذا؟ وأين العقول عن هذا؟
وأين يوجد مثل هذا؟ (4).

(١) الغدير: ٧ / ٣٣ - ٦٨.
(٢) عن الخصال لشيخنا الصدوق وسوف يأتي مع تخريجه.
(٣) بصائر الدرجات للصفات وسوف يأتي.
(٤) من قولنا: (فمن ذا الذي يبلغ) إلى هنا مأخوذ من حديث رواه شيخنا الكليني ثقة الإسلام في أصول الكافي ١ / 99 عن الإمام الرضا صلوات الله عليه (هامش الغدير).
(٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « 1 2 3 4 5 6 7 8 9 11 12 ... » »»