مشارق أنوار اليقين - الحافظ رجب البرسي - الصفحة ٢٥٨
فصل (في أسرار علي ع أيضا) ومن ذلك ما ورد عنه في كتاب الواحدة، قال: خطب أمير المؤمنين عليه السلام، فقال: الحمد لله مدهر الدهور، ومالك مواضي الأمور، الذي كنا بكينونيته، قبل خلق التمكين في التكوين أوليين أزليين لا موجودين، منه بدأنا وإليه نعود إلا الدهر، فينا قسمت حدوده، ولنا أخذت عهوده، وإلينا ترد شهوده، فإذا استدارت ألوف الأطوار، وتطاول الليل والنهار، فلا لعلامة العلامة دون العامة والسامة، الاسم الأضخم، العالم غير المعلم، أنا الجنب، والجانب محمد، العرش عرش الله على الخلائق، أنا باب المقام، وحجة الخصام، ودابة الأرض، وصاحب العصر (1)، وفصل القضاء، وسفينة النجاة، لم تقم الدعائم بتخوم الأقطار، ولا أغمدة قساطيط السجاف إلا على كواهل أمورنا، أنا بحر العلم، ونحن حجة الحجاب، فإذا استدار الفلك، وقتل مات أو هلك، ألا أن طرفي حبل المتين، إلى قرار الماء المعين، إلى بسيط التمكين، إلى وراء بيضاء الصين، إلى مصارع قبور الطالقانيين، إلى نجوم ياسين، وأصحاب السين من العليين العالمين، وكتم أسرار طواسين، إلى البيداء الغبراء، إلى حد هذا الثرى، أنا ديان الدين، لأركبن السحاب، ولأضربن الرقاب، ولأهدمن إرما حجرا حجرا، ولأجلس على حجر لي بدمشق، ولأسومن العرب سوم المنايا، فقيل متى هذا؟ فقال: إذا مت وصرت إلى التراب (2)، وسوي علي اللبن وضربت علي القباب (3).

(١) بحار الأنوار: ٤١ / 5 ح 5. وقرب منه البحار: 40 / 55 90 ضمن حديث طويل عن النبي ص (2) في البحار العصا.
(3) وهو يشير إلى حديث الرجعة.
(٢٥٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 253 254 255 256 257 258 259 260 261 262 263 ... » »»