مشارق أنوار اليقين - الحافظ رجب البرسي - الصفحة ٢٣٤
من غير عكس، وكل حاكم يوم الدين مالك من غير عكس، فهو حاكم يوم الدين ومالك يوم الدين، بنص الكتاب المبين، لأن من حكم في شئ ملكه، وإليه الإشارة بقوله: ﴿أو ما ملكتم مفاتحه﴾ (1) ومفاتيح الجنة والنار بيده فهو المالك ليومئذ والحاكم إذا، ومن كذب هذا وأنكر سيرى برهانه حين يبشر الله أكبر، والحاكم يوم البعث حيدر، ولعنة الله على من أنكر، وقوله: حكيم لأنه قسيم الجنة والنار (2) لأن حبه إيمان وبغضه كفر، وهو يعرف وليه وعدوه فهو إذا يقسم وليه إلى النعيم وعدوه إلى الجحيم، من غير سؤال فهو العلي الحكيم.
فصل فأحببنا أن نكشف الستر، عن وجه هذا السر، ونبينه ليهلك من هلك عن بينة، ويحيي من حي عن بينة، فوجدناه من أسرار علم الحروف في هذه الآيات الثلاث اسم علي مرموزا مستورا، فالأول قوله: ع ل ي ح ل ي م فإن عدد حروفها 7، والسبعة حرف الزاي وعنها تظهر الأسرار، وأما أعدادها فهي 188، وأما قوله: ا ل ص ر ا ط ا ل م س ت ق ي م، فإن عدد حروفها 14، وأعدادها 1013، (3) وأما قوله: م ا ل ك ي وم ا ل د ى ن وهي 12 حرفا، وعنها يظهر السر الخفي والأمر المخفي، من أسرار آل محمد لمن كان من أصحاب علي، وأما أعدادها وهي (4) 2 23، فمن عرف أسرار الحروف عرف أن العلي الحكيم، والصراط المستقيم، ومالك يوم الدين، هو علي بن أبي طالب عليه السلام (بأمر رب العالمين).

(١) النور: ٦١.
(3) كذا في المخطوط، وفي المطبوع: 1011.
(4) كذا في المطبوع أما في المخطوط فالعدد 242.
(٢٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 229 230 231 232 233 234 235 236 237 238 239 ... » »»