مشارق أنوار اليقين - الحافظ رجب البرسي - الصفحة ١٦٢
والأسباط الأوصياء، ثم خصهم بالشرف والفخار، وحصر فيهم العلم والافتخار، فقال: ومن آبائهم وذرياتهم وإخوانهم واجتبيناهم ﴿١) فآباؤهم محمد وعلي وفاطمة، وإخوانهم الحسن والحسين، وذرياتهم الخلفاء من عترة الحسين إلى آخر الدهر عليهم السلام.
ثم قال: واجتبيناهم فتعين شرفهم وفضلهم ووجب اتباعهم، وانقطاع الكل عن مرتبتهم ونزول الخلائق عن رفعتهم.
ثم أكد ذلك وعينه، وأشاع فضلهم وبينه، وأن الإمامة لا تكون إلا في المعصوم البرئ من السيئات، المطهر من الخطيئات، وأخرج من سواهم من دائرة الشرف والحكم، وأشار إلى ذلك رمزا، فقال لنوح إذ قال: رب إن ابني من أهلي * إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح﴾
(٢)، ثم بين لعباده أنهم أئمة الحق، وأوضح لهم أنهم الداعون إلى الصدق، وأن من تبع غيرهم ضل وزل، فقال: (أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أمن لا يهدي إلا أن يهدى فما لكم كيف تحكمون (٣).
ثم توعد عباده وخوفهم أن يتبعوا غيرهم فقال: ﴿اتقوا الله وكونوا مع الصادقين﴾ (٤) والصدق فيهم ومنهم.
ثم أمر عباده أن يدينوه بطاعتهم، فقال: يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة ﴿٥) فجعل ولايتهم السلم والسلام.
ثم بين في الآيات أنه اصطفاهم على الخلائق، وارتضاهم للغيب والحقائق، فقال: إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين﴾
(٦).
ثم بين أنهم بنعم الله محشورون، وعلى فضل الله محسودون، فقال: ﴿أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما﴾ (7)

(١٦٢)
مفاتيح البحث: الصدق (1)، الوصية (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 ... » »»