مشارق أنوار اليقين - الحافظ رجب البرسي - الصفحة ١٣٠
آخر في صفة الشمس، فقال: هذه صفة حواء أم البشر، ثم عرض آخر، فقال: هذا عليه صفة شيت ابن آدم، وهذا أول من بعث وكان عمره في الدنيا 1540 سنة، ثم عرض عليه آخر فقال: هذه صفة نوح صاحب السفينة، وكان عمره في الدنيا 2500 سنة ولبث في قومه ألف سنة إلا خمسين عاما، ثم عرض عليه آخر، فقال: هذه صفة إبراهيم عريض الصدر طويل الجبهة، ثم عرض عليه آخر، فقال:
هذه صفة موسى بن عمران وكان عمره 245 سنة وكان بينه وبين إبراهيم 500 سنة، ثم عرض عليه آخر، فقال: هذه صفة إسرائيل وهو يعقوب الحزين، ثم عرض عليه آخر، فقال: هذه صفة إسماعيل، ثم عرض عليه آخر، فقال: هذه صفة يوسف بن يعقوب، ثم عرض عليه آخر، فقال: هذه صفة داود صاحب الجراب، ثم عرض عليه آخر فقال: هذه صفة شعيب، ثم زكريا، ثم عيسى ابن مريم روح الله وكلمته، وكان عمره في الدنيا 23 سنة ثم رفعه الله إليه ثم يهبط إلى الأرض بدمشق ويقتل الدجال، ثم عرضت عليه أصنام الأوصياء، والوزراء، فأخبر بأسمائهم، ثم عرضت عليه أصنام في صفة الملوك وقال له ملك الروم: هذه أصنام لم نجد صفتها في التوراة والإنجيل، فقال الحسن عليه السلام: هذه صفة الملوك، فقال عند ذلك ملك الروم عند ذاك: أشهد لكم يا آل محمد أنكم أوتيتم علم الأولين والآخرين، وعلم التوراة والإنجيل، وصحف إبراهيم وألواح موسى، وأنا نجد في الإنجيل أن أول فتنة هذه الأمة وثوب شيطانها الضليل على ملك نبيها واجتراؤه على ذريته، ثم قال للحسن عليه السلام: أخبرني عن سبعة أشياء خلقها الله تعالى، لم تركض في رحم، فقال الحسن عليه السلام:
آدم وحواء، وكبش إبراهيم، وناقة صالح، وإبليس والحية والغراب الذي ذكر في القرآن، ثم سأله عن أرزاق الخلائق فقال الحسن عليه السلام: في السماء الرابعة تنزل بقدر وتبسيط، وسأله عن أرواح المؤمنين أين تكون؟ فقال: تجتمع عند صخرة بيت المقدس في كل ليلة جمعة وهي العرش الأدنى ومنها يبسط الله الأرض ويطويها إليها وإليها المحشر. ثم سأله عن أرواح الكفار فقال: تجتمع في وادي حضرموت عند مدينة اليمن ثم يبعث الله نارا من المشرق ونارا من المغرب ويتبعها ريح شديد فيحشر الناس عند صخرة بيت المقدس فأهل الجنة عن يمينها، وأهل النار عن يسارها في تخوم الأرض السابعة، فتعوق الناس عند الصخرة، فمن وجبت له الجنة دخلها ومن وجبت له النار دخلها، وذلك قوله: فريق في الجنة وفريق في السعير. فالتفت الملك إلى يزيد وقال: هذا بقية الأنبياء وخليفة الأوصياء، ووارث الأصفياء وثاني النقباء، ورابع أصحاب الكساء، والعالم بما في الأرض والسماء، أفقياس هذا بمن طبع على قلبه وهو من الضالين، ثم كتب إلى معاوية: من أتاه الله العلم
(١٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 125 126 127 128 129 130 131 133 135 137 138 ... » »»