وأبو هاشم أثبت أحوالا غير معلومة لكن تعلم الذات عليها.
وجماعة من المعتزلة أثبتوا لله تعالى صفات زائدة على الذات.
وهذه المذاهب كلها ضعيفة، لأن وجوب الوجود يقتضي نفي هذه الأمور عنه لأنه تعالى يستحيل أن يتصف بصفة زائدة على ذاته سواء جعلناها معنى أو حالا أو صفة غيرهما لأن وجوب الوجود يقتضي الاستغناء عن كل شئ فلا يفتقر في كونه قادرا إلى صفة القدرة ولا في كونه عالما إلى صفة العلم ولا غير ذلك من المعاني والأحوال، وإنما قيد الصفات بالزائدة عينا لأنه تعالى موصوف بصفات الكمال لكن تلك الصفات نفس الذات في الحقيقة وإن كانت مغايرة لها بالاعتبار.
المسألة العشرون: في أنه تعالى ليس بمرئي قال: والرؤية.
أقول: وجوب الوجود يقتضي نفي الرؤية أيضا.
واعلم أن أكثر العقلاء ذهبوا إلى امتناع رؤيته تعالى.
والمجسمة جوزوا رؤيته لاعتقادهم أنه تعالى جسم ولو اعتقدوا تجرده لم تجز رؤيته عندهم.
والأشاعرة خالفوا العقلاء كافة هنا وزعموا أنه تعالى مع تجرده تصح رؤيته.
والدليل على امتناع الرؤية أن وجوب وجوده يقتضي تجرده ونفي الجهة