كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد (قسم الإلهيات) (تحقيق السبحاني) - العلامة الحلي - الصفحة ٣٠٤
المسألة الخامسة عشرة: في الأسماء والأحكام قال: والإيمان: التصديق بالقلب واللسان، ولا يكفي الأول لقوله تعالى:
* (واستيقنتها أنفسهم) * (1) ونحوه، ولا الثاني لقوله: * (قل لم تؤمنوا) * (2).
أقول: اختلف الناس في الإيمان على وجوه كثيرة ليس هذا موضع ذكرها، والذي اختاره المصنف رحمه الله أنه عبارة عن التصديق بالقلب واللسان معا ولا يكفي أحدهما فيه.
أما التصديق القلبي فإنه غير كاف لقوله تعالى: * (وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم) * (3) وقوله تعالى: * (فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به) * (4) فأثبت لهم المعرفة والكفر.
وأما التصديق اللساني فإنه غير كاف أيضا لقوله تعالى: * (قالت

(١) النمل: ١٤.
(٢) الحجرات: ١٤.
(٣) لا دلالة فيها على ما يدعيه، إذ لقائل أن يقول: الإيمان هو التصديق القلبي بشرط أن لا يجحد باللسان ولا يكذبه به.
(٤) البقرة: ٨٩.
(٣٠٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 297 298 299 300 301 302 303 304 305 306 307 » »»