كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد (قسم الإلهيات) (تحقيق السبحاني) - العلامة الحلي - الصفحة ٢٣٤
مولاي "، فقال زيد: أنا مولى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولست بمولاك، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: " من كنت مولاه فعلي مولاه ".
والجواب من وجوه:
الأول: ما ذكره أبو عبد الله البصري، وهو أنه لا اختصاص لعلي عليه السلام بالولاء دون غيره من أقارب النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فلا يجوز حمله على هذا المعنى.
الثاني: ما ذكره أبو عبد الله أيضا، وهو أن عمر قال له بعد هذا الحديث:
هنيئا لك، أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة، وقالت عائشة والأنصار بعد ذلك: يا مولانا، فلا يجوز حمله على الولاء.
الثالث: أن مقدمة الحديث تنفي هذا المعنى، وهو قوله عليه السلام:
" ألست أولى منكم بأنفسكم ".
ومنها: قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في ذي الثدية: " يقتله خير الخلق والخليفة "، وفي رواية أخرى: " يقتله خير هذه الأمة " (1).
وقال لفاطمة عليها السلام: " إن الله اطلع على أهل الأرض فاختار منهم أباك فاتخذه نبيا، ثم اطلع ثانية فاختار منهم بعلك فأمرني أن أنكحك إياه وأن أتخذه وصيا " (2)، وقالت عائشة: كنت عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم فأقبل علي عليه السلام فقال: " هذا سيد العرب " قالت: قلت: بأبي أنت وأمي ألست أنت سيد العرب؟ فقال: " أنا سيد العالمين وهذا سيد العرب " (3).

(١) المناقب لابن المغازلي: ٥٦ برقم ٧٩، التفضيل للكراجكي: ٢٠، ط طهران مؤسسة بعثت ١٤٠٣، مجمع الزوائد: ٦ / ٢٣٩.
(٢) المناقب للخوارزمي: ٣٤٦ برقم ٣٦٤، مجمع الزوائد: ٩ / ١٦٥ و ٨ / ٢٥٣، كنز العمال: ١١ / 604 برقم 32923.
(3) تاريخ ابن عساكر ترجمة الإمام: 2 / 261 - 265 برقم 780 - 785.
(٢٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 229 230 231 232 233 234 235 236 237 238 239 ... » »»