كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد (تحقيق الزنجاني) - العلامة الحلي - الصفحة ٨٤
لا يعقلان إلا عارضان فهما من ثواني المعقولات ولو كانا موجودين لزم التسلسل إذا عرفت هذا فإنهما متنافيان إذ لا يصدق (1) على شئ أنه بسيط ومركب وإلا لزم اجتماع النقيضين فيه وهو محال وقد يتضايفان (2) أي يؤخذ البسيط بسيطا بالنسبة إلى مركب مخصوص فيكون بساطته باعتبار كونه جزءا من ذلك المركب وإن كان له جزء آخر كما للمركب المخصوص ويكون المركب مركبا باعتبار القياس إليه فيتحقق الإضافة بينهما وهذان كالحيوان فإنه بسيط بالنسبة إلى الإنسان على معنى أنه جزء منه فيكون أبسط منه وإذا أخذا باعتبار التضايف تعاكسا مع اعتبارهما الأول أعني الحقيقي عموما وخصوصا وذلك لأنهما بالمعنى الحقيقي متنافيان لأن البسيط لا يصدق عليه أنه مركب بذلك المعنى وإذا أخذنا بالمعنى الإضافي جوزنا أن يكون البسيط مركبا لأن بساطته ليست باعتبار نفسه بل باعتبار كونه جزءا من غيره وإذا جاز كون البسيط بهذا المعنى مركبا كان أعم من البسيط بالمعنى الأول فيكون المركب بهذا المعنى

(1) أي لا يصدق على شئ واحد من حيث هو واحد أنه بسيط ومركب معا.
(2) قوله وقد يتضايفان فيكون البسيط بسيطا بالنظر إلى المركب منه ومن غيره وإن كان بالنظر إلى ذاته مركبا كالحيوان الذي هو بسيط بالنسبة إلى الإنسان وإن كان مركبا في نفسه وكذلك يكون المركب مركبا بالنظر إلى البسيط الذي تحته قوله فيتعاكسان في العموم والخصوص مع اعتبار هما بما مضى، يعني البسيط والمركب الإضافي يتعاكس في العموم والخصوص بالنسبة إلى البسيط والمركب بالمعنى الماضي أي الحقيقي فبسيط الإضافي أعم من بسيط الحقيقي ومركب الحقيقي أعم من مركب الإضافي، بيان ذلك أن البسيط الإضافي له فردان الأول البسيط الحقيقي كالجوهر إذ هو مع كونه بسيطا في نفسه بسيط بالنظر إلى المركبات، الثاني المركب الحقيقي كالجسم فإنه بسيط إضافي بالنظر إلى الحيوان ومركب حقيقي بالنظر إلى نفسه وكذلك المركب الحقيقي له فردان: الأول البسيط الإضافي كالمثال المتقدم وهو الجسم، الثاني المركب الإضافي كالإنسان الذي هو مركب بالإضافة إلى الحيوان فتحصل أن البسيط الإضافي يشمل البسيط والمركب الحقيقيين فالبسيط الإضافي أعم من الحقيقي والمركب الحقيقي يشمل البسيط والمركب الإضافيين فالمركب الحقيقي أعم من الإضافي.
(٨٤)
مفاتيح البحث: يوم عرفة (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 ... » »»