كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد (تحقيق الزنجاني) - العلامة الحلي - الصفحة ٢٩٨
تقع عنها الحركة.
قال: ويتضاد لتضاد ما فيه.
أقول: قد يعرض في السكون التضاد كما يعرض في الحركة فإن السكون في المكان الأعلى يضاد السكون في المكان الأسفل فعلة تضاده ليست تضاد الساكن ولا المسكن ولا الزمان كما تقدم في الحركة ولا تعلق له (1) بما منه وما إليه فوجب أن تكون علة تضاده هو تضاد ما فيه.
قال: ومن الكون طبيعي وقسري وإرادي.
أقول: الكون (2) يريد به هيهنا الجنس الشامل المحركة والسكون كما اصطلح عليه المتكلمون وقسمه إلى أقسام ثلاثة وذلك لأنه عبارة عن حصول الجسم في الحيز وذلك الحصول قد بينا أنه لا يجوز استناده إلى ذات الجسم فلا بد من قوة تستند إليه وتلك القوة إما أن تكون مستفادة من الخارج وهي القسرية أو لا هي الطبيعية إن لم تقارن الشعور والإرادية إن قارنته.
قال: فطبيعي (3) الحركة إنما يحصل عند مقارنة أمر غير طبيعي (4)

(1) أي للسكون مبدء ومنتهى بل إنما هما للحركة.
(2) أعني حصول الجوهر في الحيز أعني الجنس الشامل للحركة والسكون طبيعي بأن يكون طبيعة الشئ تقضي الحركة أو السكون وقسري يسكن أو يتحرك بالجر على خلاف الطبيعة والإرادة وإرادي يسكن أو يتحرك بالإرادة.
(3) لأن الحركة أمر غير مستمر والطبيعة أمر مستمر فلو كانت الطبيعة علة للحركة لزم أن يتحرك الجسم دائما وحيث إن الحركة الدائمة غير موجودة فليست الطبيعة وحدها علة للحركة بل شرط تأثير الطبيعة للحركة أن يقارن الجسم أمر غير طبيعي فتعمل الطبيعة حينئذ ليرد الجسم إليه أي الأمر الطبيعي فيقف لزوال شرط الحركة.
(4) قوله عنه مقارنته أمر غير طبيعي، أي مقارنة الطبيعة لأمر غير طبيعي وذلك الأمر في الحركة الأينية هو خروج الجسم عن مكانه الطبيعي وفي الكيفية خروجه عن كيفية الطبيعي وفي الكمية خروجه عن مقداره الطبيعي وفي الوضعية خروجه عن وضعه الطبيعي وفي الثلاثة الأولى يرجع الجسم إلى مكانه الطبيعي وكيفه الطبيعي.
(٢٩٨)
مفاتيح البحث: الجواز (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 293 294 295 296 297 298 299 300 301 302 303 ... » »»