كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد (تحقيق الزنجاني) - العلامة الحلي - الصفحة ٢٨٣
محال (أما أولا) فلما بينا من امتناع وجود ما لا يتناهى مطلقا (وأما ثانيا) فلأن تلك الإضافات موجودة دفعة ومترتبة في الوجود باعتبار تقدم بعض المضاف إليه على بعض فيلزم اجتماع أعداد لا تتناهى دفعة مترتبة وهو محال اتفاقا (وأما ثالثا) فلأن وجود الإضافات يستلزم وجود المضاف إليه فيلزم وجود ما لا يتناهى من الأعداد دفعة مع ترتبها وكل ذلك مما برهن على استحالته.
قال: وتكثر صفاته تعالى.
أقول: هذا وجه رابع وتقريره إن الإضافات لو كانت وجودية لزم وجود صفات الله تعالى متكثرة لا تتناهى لأن له إضافات لا تتناهى وذلك محال.
المسألة الرابعة: في باقي مباحث الإضافة قال: ويخص كل مضاف مشهوري بمضاف حقيقي فيعرض له الاختلاف والاتفاق أما باعتبار زائد أولا.
أقول: المضاف المشهوري كالأب يعرض له مضاف حقيقي كالأبوة وكذا الابن يعرض له البنوة فكذا فكل مضاف مشهوري يعرض له مضاف حقيقي ولا يمكن أن يكون مضاف حقيقي واحد عارضا لمضافين مشهوريين (1) لامتناع قيام عرض واحد بمحلين وإذا كان كل مضاف مشهوري يعرض له مضاف حقيقي عرض حينئذ الاختلاف في المضاف الحقيقي كالأبوة والبنوة والاتفاق كالأخوة والجوار ثم إن المضاف الحقيقي يعرض للمضاف المشهوري أما باعتبار زائد يحصل فيهما كالعاشق والمعشوق فإن في العاشق هيئة (2) مدركة وفي

(1) بيان هذا المطلب: إذا قلنا زيد أب فذات زيد مضافا حقيقيا مشهوريا ومفهوم الأب يسمى مضافا حقيقيا فلا يمكن أن يتعدد المضاف الحقيقي في مضاف مشهوري مثلا لا يعقل قيام أبوتين بأب واحد وكذلك العكس فلا يعقل قيام أبوة واحدة بشخصين.
(2) أي قوة بها يدرك العاشق ما في المعشوق من الكمالات والعشق محبة مفرطة بحيث لا يبالي المحب بشئ وفي المعشوق هيئة أي حسن أو جمال أو كمال.
(٢٨٣)
مفاتيح البحث: الأكل (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 278 279 280 281 282 283 284 285 286 287 288 ... » »»