النافع يوم الحشر في شرح الباب الحادى عشر - العلامة الحلي - الصفحة ١٩
الأول: قوله تعالى: ﴿فاعلم أنه لا إله إلا لله﴾ (١)، والأمر للوجوب.
والثاني: لما نزل قوله تعالى: ﴿إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب﴾ (2)، قال النبي (صلى الله عليه وآله): (ويل لمن لاكها بين لحييه ثم لم يتدبرها) (3).
رتب الذم على تقدير عدم تدبرها أي عدم الاستدلال بما تضمنته الآية عن ذكر الأجرام السماوية والأرضية بما فيها من آثار الصنع والقدرة والعلم بذلك الدالة على وجود صانعها، وقدرته وعلمه، فيكون النظر والاستدلال واجبا وهو المطلوب (1).
قال: (بالدليل لا بالتقليد).
أقول: الدليل لغة هو المرشد والدال، واصطلاحا هو ما يلزم من العلم

(١) محمد ١٩.
(٢) آل عمران ١٩٠.
(3) روى مثله في تفسير البرهان (1 / 331).
(1) عن أبي جعفر (عليه السلام) تكلموا في خلق الله ولا تكلموا في الله، فإن الكلام في الله لا يزداد صاحبه إلا تحيرا.
- وعنه (ص) اذكروا عن عظمة الله ما شئتم ولا تذكروا ذاته، فإنكم لا تذكرون شيئا إلا وهو أعظم منه.
- عنه (ص) إياكم والتفكر في الله ولكن إذا أردتم أن تنظروا إلى عظمة الله تعالى فانظروا إلى عظم خلقه.
- عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: يا بن آدم لو أكل قلبك طائر ما أشبعه [لم يشبعه] وبصرك لو وقع عليه خرق إبرة لغطاه، تريد أن تعرف بهما ملكوت السماوات والأرض، إن كنت صادفا فهذه الشمس خلق من خلق الله فإن قدرت أن تملأ عينيك منها فهو كما تقول ومثل ذلك كثير - توحيد كالصدوق باب 67 ح 1 و ح 3 و ح 5 و ح 20 ص 454
(١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 13 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 ... » »»
الفهرست