النافع يوم الحشر في شرح الباب الحادى عشر - العلامة الحلي - الصفحة ١٢٥
به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء (1)، إن ربك لذو مغفرة للناس على ظلمهم (2)) (3)، وخلف الوعد غير مستحسن من الجواد المطلق، ولتمدحه بأنه غفور رحيم وليس ذلك متوجها إلى الصغائر ولا إلى الكبائر بعد التوبة للإجماع على سقوط العقاب فيهما فلا فائدة في العفو حينئذ فتعين أن يكون للكبائر قبل التوبة (4) وذلك هو المطلوب.
(١) النساء ٤٨.
(٢) الرعد ٦.
(٣) [فائد في بعض روايات لبيان ما ورد في مطالب].
(آ) عدة من أصحابنا عن سهل بن زيد عن علي بن أسباط عن ابن [عرفة] عن أبي الحسن (عليه السلام) قال إن لله عز وجل في كل يوم وليلة مناديا ينادي مهلا مهلا عباد الله عن معاصي الله فلولا بهائم رتع وصبية رضع وشيوخ ركع لصب عليكم العذاب صبا ترصون به رصا.
(ب) عن أبي جعفر (عليه السلام) قال ما من عبد إلا وفي قلبه نكتة بيضاء فإذا أذنب خرج في النكتة نكتة سوداء فإن تاب ذهب ذلك السواد وإن تمادى في الذنوب زاد ذلك السواد حتى يغطي البياض فإذا غطى البياض لم يرجع صاحبه إلى خير أبدا وقول الله عز وجل (كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون) (أصول الكافي).
(ج) عن أبي عبد الله قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال الله عز وجل وعزتي وجلالي لا أخرج عبدا من الدنيا وأنا أريد أن أرحمه حتى أستوفي منه كل خطيئة عملها بالسقم في جسده وأما بضيق في رزقه وأما بخوف في دنياه فإن بقيت عليه شددت عليه عند الموت، وعزتي وجلالي [لا] أخرج عبدا من الدنيا وأنا أريد أن أعذبه حتى أوفيه كل حسنة عملها، أما بسعة رزقه وبالصحة في جسمه وإما بأمن في دنياه فإن بقيت عليه بقية هونت بها عليه الموت (أصول الكافي) (١ / ٤٤٤) ج ٣.
(د) وحديث الكليني عن علي بن إبراهيم بإسناده عن أبي عبد الله (السلام) أن الله ليرفع بمن يصلي من شيعتنا عمن لا يصلي ولو أجمعوا على ترك الصلاة لصلوا... وذكر مثله في الزكاة والحج وقال: ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض الآية (أصول الكافي ١ / ٤٥١).
(٤) بعض الأحاديث في التوبة والذنوب - عن معاوية بن وهب قال سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول إن تاب العبد توبة نصوحا أحبه الله، وستر عليه فقيل وكيف يستر عليه قال ينسي ملكيه ما كانا يكتبان عليه ويوحي إلى جوارحه وإلى بقاع الأرض أن اكتمي عليه ذنوبه فيلقى الله عز وجل حين لقاه وليس شئ يشهد عليه بشئ من الذنوب - أصول الكافي باب التوبة ح ١ (٢ / ٤٣١) (٢ / ٤٣٦ ح ١٢).
- عن محمد بن مسلم عد أحدهما (عليه السلام) في قول الله عز وجل (فمن جاءه موعظة من ربه فانتهى فله ما سلف (بقرة ٢٧٥) قال الموعظة التوبة - (أصول الكافي ٢ / 432).
- عن أبي عبيدة الحذاء قال سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: إن الله تعالى أشد فرحا بتوبة عبده من رجل أضل راحلته وزاده في ليلة ظلماء فوجدها، فإنه تعالى أشد فرحا بتوبة عبده من ذلك الرجال براحلته حين وجدها (أصول الكافي) (2 / 435 ح 8) ومثله (13 / 2 / 436).
- عن زرارة قال سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول إن العبد إذا أذنب ذنبا أجل من غدوة إلى الليل فإن استغفر لم يكتب عليه - أصول الكافي (2 / 437).