دليل النص بخبر الغدير - الكراجكي - الصفحة ٤٣
له رسول الله صلى الله عليه وآله: اللهم ابعث إلي بأحب خلقك إليك يأكل معي، غيري؟ " ولم يذكر هذا الطائر.
وكذلك لما قررهم بقول النبي عليهم السلام فيه يوم ندبه لفتح خيبر وذكر لهم بعض الكلام دون جميعه اتكالا منه على ظهوره بينهم واشتهاره. (13) فأما المتواترون بالخبر فلم يوردوه إلا على كماله، ولا سطروه في كتبهم إلا بالتقرير الذي في أوله، وكذلك رواه معظم أصحاب الحديث الذاكرين الأسانيد، وإن كان منهم آحاد قد أغفلوا ذكر المقدمة، فيحمل أن يكون ذلك تعويلا منهم على العلم بالخبر، فذكروا بعضه لأنه عندهم مشتهر، فإن (أصحاب الحديث) (14) كثيرا ما يقولون: فلان يروي عن رسول الله صلى الله عليه وآله خبر كذا، ويذكرون بعض لفظ الخبر اختصارا.
وفي الجملة: فالآحاد المتفردون بنقل بعضة لا يعارض بهم المتواترين الناقلين لجميعه على كماله.

(١٣) هاتان المناشدتان بحديث الطائر وندبه عليه السلام لفتح خيبر وردتا في سلسلة مناشداته لأصحاب الشورى بعد إصابة عمر بن الخطاب وطرحه جملة من الأصحاب قبالة أمير المؤمنين عليه السلام بما يسمى بأصحاب الشورى.
أنظر: مناقب الإمام علي - للمغازلي -: ١١٢ / ١٥٥، المناقب - للخوارزمي -: 222، شرح نهج البلاغة - لابن أبي الحديد المعتزلي - 6:
167.
(14) في نسخة " ف " الأصحاب.
(٤٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 ... » »»