الجواب عن السؤال الثاني:
وأما الحجة على أن لفظة " مولى " تحتمل " أولى " وأنها أحد أقسامها، فليس يطالب بها أيضا منصف كان له أدنى الاطلاع في اللغة، وبعض الاختلاط بأهلها، لأن ذلك مستفيض بينهم، غير مختلف عندهم، وجميعهم يطلقون القول فيمن كان أولى بشئ أنه مولاه.
وأنا أوضح لك أقسام " مولى " في اللسان لتعلمها على بيان.
اعلم أن لفظة " مولى " في اللغة تحتمل عشرة أقسام:
أولها: " الأولى "، وهو الأصل الذي ترجع إليه جميع الأقسام، قال الله تعالى: ﴿ فاليوم لا يؤخذ منكم فدية ولا من الذين كفروا مأواكم النار هي مولاكم وبئس المصير﴾ (15).
يريد سبحانه هي أولى بكم على ما جاء في التفسير (16) وذكره أهل اللغة (17). وقد فسره على هذا الوجه أبو عبيدة معمر بن المثنى (18) في كتابه المعروف