الشافي في الامامة - الشريف المرتضى - ج ٣ - الصفحة ٩٦
إماما) (1) وإنما أرادوا أن يبلغوا في الصلاح والتقوى المبلغ الذي يتأسى بهم (2) قال: ولو كان المراد الإمامة لكان إماما في الوقت لأنه صلى الله عليه وآله أثبته كذلك في الحال فأما " سيد المسلمين وقائد الغر المحجلين " فلا شبهة في أنه لا يدل على الإمامة، وقد بينا أن وصف علي بأنه:
(ولي كل مؤمن) لا يدل على الإمامة، فأما قوله صلى الله عليه وآله (إن عليا مني وأنا منه) فإنما يدل (3) على الاختصاص والقرب ولا مدخل له في الإمامة، فأما ادعاؤهم أنه صلى الله عليه وآله تقدم بأن يسلم عليه بإمرة المؤمنين فمما لا أصل له، ولو ثبت لدل على أنه الإمام في الحال لا في الثاني على ما تقدم القول فيه،... " (4).
يقال له: قد بينا فيما تقدم أن الخبر الذي يتضمن الأمر بالتسليم على أمير المؤمنين عليه السلام بإمرة المؤمنين تتواتر الشيعة بنقله، وأنه أحد ألفاظ النص الجلي الذي دللنا على حصول شرائط التواتر فيه وقوله عليه السلام: (إنه سيد المسلمين وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين) (5) وقوله فيه: (هذا ولي كل مؤمن ومؤمنة بعدي) (6) جار مجرى الخبر الأول

(١) الفرقان ٧٤.
(٢) غ " يتأتي بهم " وما في المتن أرجح.
(٣) ع " فإنما يدخل ".
(٤) المغني ٢٠ ق ١ / ١٩٠ و ١٩١.
(٥) أخرجه الحاكم في المستدرك ٣ / ١٣٧ وقال: هذا حديث صحيح الاسناد، والمتقي في كنز العمال ٦ / ١٥٧ وقال: أخرجه البارودي وابن قانع والبزاز والحاكم وأبو نعيم، والهيثمي في مجمع الزوائد ٩ / ١٢١ وقال: رواه الطبراني في الصغير.
(٦) في مسند أبي داود الطيالسي ٣ / ١١١ " إن عليا مني وأنا منه وهو ولي كل مؤمن بعدي " فيه ١١ / ٣٦٠ " أنت ولي كل مؤمن بعدي " وروي بهذا المضمون في مسند أحمد ٤ / ٤٣٧ و ٥ / ٣٥٦ وحلية الأولياء ٦ / ٢٩٤، وخصائص النسائي ص ١٩ و ٢٣ وكنز العمال ٦ / 159 و 396.
(٩٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 ... » »»