الشافي في الامامة - الشريف المرتضى - ج ١ - الصفحة ١١
يقول الأستاذان عبد الوهاب عزام وشوقي ضيف في مقدمتهما لرسائل الصاحب بن عباد: " إن البويهيين على ما يظهر لم يجعلوا أثرا للتشيع في دولتهم، فقد أبقوا على الخلافة العباسية، وساسوا الناس سياسة رشيدة، فلم يفرقوا بين نحلة ونحلة، ومذهب ومذهب، وقد أتخذ عضد الدولة وزيرا نصرانيا، وأذن له في عمارة البيع والأديار (1)، ومساعدة الفقراء من أهل الذمة " (2) لذلك نرى القاضي عبد الجبار الهمداني (3) لم يتق الصاحب ولم يتحاشاه ولم يرع جانبه فيملي آراءه وأقوال مشائخه من المعتزلة في الإمامة بمنتهى الحرية، ويحاول في كتاب الإمامة من المغني أن يفند أقوال الإمامية وعقيدتهم فيها بكل ما أوتي من حول وقوة ويشن عليهم حربا شعواء لا هوادة فيها مما دعا الشريف المرتضى أبا القاسم علي بن الحسين الموسوي المتوفى سنة 436 (4) إلى تأليف كتابه " الشافي في الإمامة " الذي رد فيه على القاضي عبد الجبار، وأبطل حججه، ونقض كتابه المذكور بابا بابا بروح علمية، وأدب في التعبير يتجلى واضحا لمن قارن بين الكتابين.
وقد اختفى المغني حتى ظن أكثر الباحثين أن يد الزمن قد عاثت به

(١) البيع جمع بيعة - بكسر الباء -: كنيسة النصارى والأديار جمع دير، والنسبة إليه ديراني.
(٢) مقدمة رسائل الصاحب لابن عباد.
(٣) أنظر ترجمة القاضي في الكتب التالية: طبقات المعتزلة المسمى بالمنية والأمل ص ١٦ وطبقات الشافعية للسبكي ٣ / ٤٦٩ ولسان الميزان لابن حجر ٣ / ٣٨٦ وتاريخ بغداد ١١ / ١١٨ وغيرها.
(٤) كان اللازم أن نترجم للمرتضى كما هي عادة المحققين ولكن لكثرة من كتب في الموضوع رأينا أن نكتفي بالإشارة إلى بعض مصادرها مثل: معجم الأدباء ٥ / ١٧٣ وميزان الاعتدال ٢ / ٢٢٣، ولسان الميزان ٥ / ١٤١ وتاريخ بغداد ١١ / 402 وغيرها مضافا إلى ترجمته في مؤلفات الشيعة.
(١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 ... » »»