معي واحد والكافر يأكل في سبعة أمعاء " قال الجوهري: وهو المثل، لان المؤمن لا يأكل إلا من الحلال ويتوقى الحرام والشبهة، والكافر لا يبالي ما أكل وكيف أكل - إنتهى.
ويريد بالمثل المثل لا الحقيقة - أعني كثرة الأكل - والمراد أن المؤمن لزهده في الدنيا لا يتناول منها إلا القليل والكافر لاتساعه فيها وعدم قناعته لا يبالي من أين تناول وأكل، وقيل: هو تحضيض وتحام عن ما يجره الشبع من القسوة وطاعة الشهوة، وقيل لان المؤمن يسمي فلا يشركه شيطان بخلاف الكافر، وقيل هو خاص في معين كان يأكل كثيرا فأسلم فقل أكله. وعن أهل الطب:
لكل انسان سبعة أمعاء: المعدة، وثلاثة متصلة بها رقاق، ثم ثلاث غلاظ، والمؤمن لاقتصاره وتسميته يكتفي بملء ء أحدها بخلاف الكافر.
وأما بيان المعى وماهيته فقد ذكر بعض العارفين أن المعى سم من جواهر المعدة مجوف ليس بواسع التجويف له شظايا بالطول والعرض، والوارب ينزل فيه ما انهضم في المعدة من الغذاء، وفي مروره عطفات كثيرة، واليه من الكبد جداول كثيرة ضيقة، وإنما خلق من جواهر المعدة ليتم فيه هضم ما قصرت المعدة عن هضمه، وإنما لم يخلق واسع التجويف ليكون اشتماله على ما ينفذ فيه زمانا طويلا فيتمكن من تغيير الغذاء، وأما طوله فليمص الثالث ما فات الثاني وهكذا إلى آخرها فلا يبقى مع الفضول شئ من الغذاء، وأما الشظايا الموضوعة بالطول تجذب الغذاء والموضوعة بالعرض تدفعها والموضوعة بالوارب لامساكها.
قال: والأمعاء جميعها ستة وثلاثون:
ثلاثة منها دقاق وهي العليا، والثلاثة غلاظ وهي السفلى - إنتهى.
م غ ر في الخبر " إن أعرابيا قدم عليه وهو مع أصحابه فقال: أيكم ابن عبد المطلب؟
فقالوا: هو الأمغر المرتفق " أي هو الأحمر المتكي على مرفقة.