مجمع البحرين - الشيخ الطريحي - ج ٤ - الصفحة ١٧٠
وحينئذ تكون الخاطبة بلسان الحال الذي هو أفصح من لسان المقال.
وفيه " إذا بعث المؤمن من قبره خرج معه مثال يقدمه أمامه، فيقول له المؤمن من أنت؟ فيقول: أنا السرور الذي كنت أدخلته على أخيك المؤمن في الدنيا ".
وفيه " من سره أن يمثل له الناس قياما فليتبوأ مقعده من النار " أي يقومون له وهو جالس.
يقال مثل الرجل يمثل مثولا: إذا انتصب قائما.
قبل وإنما نهى عنه لأنه من زي الأعاجم، ولأنه الباعث على الكبر وإذلال الناس.
وفي حديث صلاة الخوف " ثم يقوم فيقومون فيمثل قائما " أي ينتصب قائما يقال مثل بين يديه مثولا أي انتصب قائما بين يديه.
والمثل بكسر الميم: الشبه.
يقال مثله بالسكون ومثله بالتحريك كما يقال شبهه وشبهه.
و " مثلا ما على الحشفة " أي شبهها مرتين.
وفي حديث علي عليه السلام في قصة ذي القرنين " وفيكم مثله " أي شبهه ونظيره وإنما عنى نفسه لأنه ضرب على رأسه ضربتين، واحدة يوم الخندق والأخرى ضربة ابن ملجم.
والأمثل: الأفضل والأشرف والأعلى يقال هو أمثل قومه أي أفضلهم.
وهؤلاء أماثل القوم أي خيارهم.
ومنه الحديث " أشد الناس بلاء الأنبياء الأمثل فالأمثل ".
وفي حديث كميل عن أمير المؤمنين عليه السلام " يا كميل مات خزان الأموال والعلماء باقون ما بقي الدهر. أعيانهم مفقودة وأمثالهم في القلوب موجودة ".
قال بعض الشارحين: الأمثال جمع مثل بالتحريك وهو في الأصل بمعنى النظير.
ثم استعمل في القول السائر الممثل الذي له شأن وغرابة.
وهذا هو المراد بقوله عليه السلام وأمثالهم في القلوب موجودة أي حكمهم
(١٧٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب ك 3
2 باب ل 91
3 باب م 163
4 باب ن 256
5 باب ه 401
6 باب و 456
7 باب ى 571