ولا يلزم من الزيادة في موضع ثبوتها في كل موضع، بل لا يجوز القول به إلا بدليل، فدعوى الأصالة دعوى تأسيس وهو الحقيقة، ودعوى الزيادة دعوى مجاز ومعلوم أن الحقيقة أولى.
وقوله تعالى: (ألم تر أن الفلك تجري في البحر بنعمة الله) قال ابن عباس الباء بمعنى من، ومثله (فاعلموا أنما أنزل بعلم الله) أي علم الله.. إلى أن قال: وقال النحاة تأتي للالصاق، ومثلوه بقولك " مسحت يدي بالمنديل " أي ألصقتها به، والظاهر أنه لا يستوعبه وهو عرف الاستعمال، ويلزم من هذا الاجماع على أنها للتبعيض - انتهى.
وهو تحقيق جيد يطابق المذهب الحق ويشهد له صريح الحديث الصحيح المشهور المروي عن زرارة عن الباقر عليه السلام قال: قلت له ألا تخبرني من أين علمت؟
وقلت: إن المسح ببعض الرأس وبعض الرجلين، فضحك وقال: يا زرارة قاله رسول الله صلى الله عليه وآله ونزل به الكتاب من الله تعالى لأنه قال: (فاغسلوا وجوهكم) فعرفنا أن الوجه كله ينبغي أن يغسل، ثم قال: وأيديكم إلى المرافق فوصل اليدين بالوجه فعرفنا أنه ينبغي لهما أن يغسلا إلى المرفقين ثم فصل بين الكلامين فقال: (امسحوا برؤسكم) فعرفنا حين قال (برؤسكم) أن المسح ببعض الرأس لمكان الباء، ثم وصل الرجلين بالرأس كما وصل اليدين بالوجه فقال: (وأرجلكم إلى الكعبين) فعرفنا حين وصلهما بالرأس أن المسح على بعضها، ثم فسر رسول الله ذلك للناس فضيعوه.
وفي حديث صفاته تعالى " لا يتبعض بتجزئة العدد في كماله " يعنى أوصافه الكاملة كثيرة، وهو عالم قادر سميع بصير ومصداق لكل واحد، وهو ذاته، وهو منزه عن التجزئة التي تستلزم العدد في الكثرة.
ب ع ع بعاع السحاب: ثقله بالمطر.
ب ع ق البعاق بالضم: المطر الكثير الغزير الواسع.
ومنه " السحاب المنبعق " أي السائل الكثير السيلان.
ب ع ل