قوله: (فيه آيات بينات) اي علامات واضحات، وهي - على ما جاءت به الرواية - أثر قدمي إبراهيم (ع) والحجر الأسود ومنزل إسماعيل (ع). قوله: (لنريه من آياتنا) قال الشيخ أبو علي (1): الآيات التي أراها الله تعالى لمحمد صلى الله عليه وآله حين أسري به إلى البيت المقدس أن حشر الله عز ذكره الأولين والآخرين من النبيين والمرسلين، ثم أمر جبرئيل فأذن شفعا وأقام شفعا، وقال في أذانه: " حي على خير العمل " ثم تقدم فصلى بالقوم، فلما انصرف قال لهم: " على م تشهدون وما كنتم تعبدون " قالوا: " نشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأنك رسوله أخذ على ذلك عهودنا وميثاقنا " انتهى، ومنه يعلم جواب من يقول: كيف قال تعالى: (واسأل من أرسلنا قبلك من رسلنا) والنبي صلى الله عليه وآله لم يدركهم.
قوله: (سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق) في الآفاق مثل الكسوف والزلازل وما يعرض في السماء من الآيات، وفي أنفسهم مرة بالجوع ومرة بالعطش ومرة يشبع ومرة يروى ومرة يمرض ومرة يصح ومرة يفتقر ومرة يستغني ومرة يرضى ومرة يغضب ومرة يخاف ومرة يأمن، فهذا من عظيم دلالة الله على التوحيد.
قوله: (وجعلنا ابن مريم وأمه آية) لم يقل " آيتين " لان قصتهما واحدة، وقيل: لان الآية فيهما معا، وهي الولادة بغير فحل.
قوله: (ولقد تركناها آية فهل من مدكر) نقل: " انه أبقى الله سفينة نوح حتى أدركها أوائل هذه الأمة " اي شيئا