القاموس المحيط - الفيروز آبادي - ج ١ - الصفحة ٢٨
(وجزيل الاجر) أي واسعه عظيمه (في الآخرة) يقال جزل الحطب بالضم جزله عظيم وغلظ فهو جزل ثم أستعير في العطاء فقيل أجزل في العطاء إذا أوسعه والدنيا فعلى من الدنو وهو الانزال رتبة في مقابلة عليا وهى الأخرى الملازمة للعو ففي الدنيا نزول قدر وتعجيل وفى الأخرى علو قدر وتأخير فتقابلتا ففي عبارته نوع من البديع وفى دالها لغات الضم وهو الأشهر والكسر وهى كما قال الزين العراقي مقصورة اتفاقا بين أهل اللغة والعربية وحكاية بعض شراح البخاري لغة غريبة بالتنوين غلط وهل هي ما على الأرض والجو أوكل المخلوقات من الجواهر والاعراض قولان (ضارعا) مبتهلا خاضعا يقال ضرع يضرع ضراعة ذل وخضع فهو ضارع وتضرع إلى الله ابتهل قال الزمخشري ضرع له واليه استكان وخشع (إلى من ينظر) أي يتأمل (من عالم) بيان لمن في قوله من ينظر (في عملي) هذا وأخرج به الجاهل اذلا التفات إليه ولا معول عليه (أن يستر) يغطى (عثارى) بالكسر مصدر عثر يعثر كبا والعثر السقوط ويستعار في النطق والفعل فيراد به الخطأ كما هنا قال الزمخشري ومن المجاز عثر في كلامه وتعثر وأقال الله عثرتك وعثر على كذا اطلع عليه وأعثره أي أطلعه وأعثره على أصحابه دله عليهم ويقال للمتورط وقع في عاثور وفلان يبغي صاحبه العواثر وأعثر به عند السلطان قدح فيه (وزللي) زلقاتى وهفوات قلمي يقال زل في منطقه أو فعله يزل أخطأ وزل في قوله ورأيه واستزله وأزله الشيطان عن الحق (وأن يسدد بسداد فضله خللي) أي وان يصلح خللي بصواب قوله وعمله يقال سدد الامر مرقومه واستد ساعده وتسدد على الرمي استقام وصار سديدا قويا قويما والسداد بافتح الصواب من القول والفعل وقلت له سددا وسدادا من القول صوابا واللهم سددني والخلل اضطراب الشئ وعدم انتظامه (ويصلح ما طغى به القلم) أي ما جاوز به حد الصواب إلى الخطا والخلل لنحو ذهول أو غفلة واشتباه شئ بآخر والتباس قضية بأخرى والطغيان مجاوزة الحد وكل شئ جاوز المقدار اللائق فقد طغى قال الزمخشري ومن المجاز طغى السيل والبحر والقلم وتطاغى الموج وطغى به الدم وقال بعضهم هذا من قبيل الاستعارة على حد قوله تعالى انا لما طغى الماء حملناكم (وزاغ) مال (عنه البصر) يقال زاغت الشمس مالت وزاغ البصر وتزايغت أسنانه تمايلت وهو كما في الأساس من المجاز (وقصر عنه الفهم) هو من باب قعد فالصاد مفتوحة وقد غلط من ضمها في قولهم قصرت الهمم عن كذا بمعنى عجزت أي عجز عنه فلم ينله والفهم تصور المعنى من لفظ المخاطب والتفهيم ايصال المعنى إلى فهم السامع بواسطة اللفظ (وغفل) أي سها (عنه الخاطر) وهو ما يتحرك في القلب والغفلة كما قال الراغب سهو يعترى الانسان من قلة التحفظ ومراده بسؤاله اصلاح ذلك ان يلتمس له الناظر تأويلا صحيح أ. محملا رجيحا فينزله عليه لأنه يصلحه بالفعل ثم اعتذر عن وقوع الخلل فيه بقوله (فان الانسان) الحيوان الناطق (محل النسيان) أي هو مظنه لعروضه له كثيرا فلا يستنكر ما فرط منه من هفوة أو هفوات أو سقطة أو سقطات والنسيان الغفلة عن معلوم وفرقوا بين الناسي والساهي بان الناسي إذا ذكر تذكر والساهي بخلافه (وان أول ناس) من الناس (أول الناس) آدم عليه السلام قيل كان الأولى عدم الختام به إذ لا يليق اطلاق النسيان على الأنبياء والله يقول لنبيه ما شاء (وعلى الله) لا غيره (التكلان) الاعتماد يقال توكل على الله اعتمد عليه ووثق به واتكل عليه كذلك والاسم التكلان * ونختم بترجمة المؤلف فنقول هو محمد بن يعقوب بن محمد بن إبراهيم بن عمر الشيرازي الامام الهمام قاضى القضاة مجد الدين أبو ظاهر الفيروزآبادي ابن شيخ الاسلام سراج الدين يعقوب كان يرفع نسبه إلى أحد أركان مذهب الشافعي ورفعائه صاحب التنبيه والمهذب ويذكر بعد عمر أبا بكر ابن أحمد بن أحمد بن فضل الله بن الشيخ أبي إسحاق الشيرازي قال الحافظ ابن حجر ثم ارتقى المجد درجة فادعى بعد ولايته قضاء اليمن بمدة مديدة انه من ذرية أبى بكر الصديق وزاد إلى أن رأيت بخطه لبعض نوابه
(٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 23 24 25 26 27 28 29 31 32 33 34 ... » »»