القاموس المحيط - الفيروز آبادي - ج ١ - الصفحة ٥
عن آخرها وان أذوت غراسا * ولا تتساقط عن عذبت أفنان الألسنة ثمار اللسان العربي * ما اتقت مصادمة هوج الزعازع بمناسبة الكتاب ودولة النبي * ولا يشنأ هذه اللغة الشريفة الا من اهتاف به ريح الشقاء * ولا يختار عليها الا من اعتاض السافية من الشجواء * إفادتها ميامن أنفاس المستجن بطيبة طيبا * فشدت بها أيكية النطق على فنن اللسان رطيبا * يتداولها القوم ما ثنت الشمال معاطف غصن * ومرت الجنوب لفحة مزن * استظلالا بدولة من رفع منارها فاعلي * ودل على شجرة الخلد وملك لا يبلى * وكيف لا والفصاحة ارج بغير ثيابه لا يعبق * والسعادة صب سوى تراب بابه لا يعشق (شعر) إذا تنفس من واديك 2 ريحان * تأرجت من قميص الصبح اردان وما أجد هذا اللسان وهو حبيب النفس وعشيق الطبع * وسمير ضمير الجمع * وقد وقف على ثنيه الئداع * وهم قبلي مزنة بالاقلاع * بأن يعتنق ضما والتزاما كالأحبة لدى التوديع * ويكرم بنقل الخطوات على آثار حالة التشييع * والى اليوم نال به القوم المراتب والخطوط * وجعلوا حماطة جلجلانهم لوحة المحفوظ * وفاح من زهرك تلك الخمائل * وان أخطأه صوب الغيوث الهواطل ما تتولع به الأرواح * لا الرياح * وتزهي به الألسن * لا الاغصن * ويطلع طلعة 3 البشر * لا الشجر * ويجلوه المنطق السحار * لا السحار * تصان عن الخبط أوراق عليها 4 اشتملت * ويرتفع عن السقوط نضيج ثمر أشجار احتملت * من لطف بلاغة لسانهم ما يفصح فروع الآس رجل جعدها ماشطة الصبا * ومن حسن بيانهم ما استلب الغصن رشاقته فقلق اضطرابا شاء أو أبى * ولله صبابة من الخلفاء الحنفاء * والملوك العظماء * الذين تقبلوا في أعطاف الفضل * وأعجبوا 6 بالمنطق الفصل * وتفكهوا بثمار الأدب الغض * وأولعوا بأبكار المعاني ولع المفترع المفتض * شمل القوم اصطناعم * وطربت لكلمتهم الغر أسماعهم * بل أنعش الجدود العواثر ألطافهم * واهتزت لاكتساء حلل الحمد أعطافهم * راموا تخليد الذكر بالانعام على الاعلام * وأرادوا أن يعيشوا بعمر ثان بعد مشارفة الحمام * طواهم الدهر فيم يبق لأعلام العلوم رافع * ولاعن حريمها الذي هتكته الليالي مدافع * بل زعم الشامتون بالعلم وطلابه * والقائلون بدولة الجهل وأحزابه * أن الزمان بمثلهم لا يجود * وأن وقتا قد مضى بهم لا يعود * فرد عليهم الدهر مراغما أنوفهم * وتبين الامر بالضد جالبا حتوفهم * فطلع صبح النجح من آفاق حسن الاتفاق * وتباشرت أرباب السلع بنفاق الأسواق * وناهض ملوك العهد

2 ناديك 3 طلعة 4 عليه 5 أم 6 وأعجبوا - (قوله اعتاض السافية من الشجواء) قد اختلف النسخ في هاتين الكلمتين ففي البعض سافية بالفاء وشجواء بالحاء المهملة وفى البعض شحواء بالحاء المهملة وفى البعض سحواء بمهملتين وأرجع الشرح معنى الكل إلى اعتياض النافع بالمضر لكن الأقرب والأوفق أن تكون ساغية بالغين المعجمة وهى الشربة الهنيئة اللذيذة أو أن تكون شجاء بالجيم على وزن شقاء وهى الغصة تقف في الحلقوم وهذا وافق بقافية الفقرة الأولى أو أن تكون الساقية بالقاف وهى الجدول أو النهر الصغير والشحواء بالحاء المهملة وهى البئر الواسعة الكثيرة الماء اه من ترجمة عاصم أفندي فتلخص أنه ان السافية فيها احتمالان الفاء والقاف وزاد المترجم ثالثا وهى الغين وان الشجواء فيها احتمالات ثلاثة والحاصل من ضرب الثلاثة في مثلها تسعة لكن بعضها لا تصح اه‍ نصر
(٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 42 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 ... » »»