عن آخرها وان أذوت غراسا * ولا تتساقط عن عذبت أفنان الألسنة ثمار اللسان العربي * ما اتقت مصادمة هوج الزعازع بمناسبة الكتاب ودولة النبي * ولا يشنأ هذه اللغة الشريفة الا من اهتاف به ريح الشقاء * ولا يختار عليها الا من اعتاض السافية من الشجواء * إفادتها ميامن أنفاس المستجن بطيبة طيبا * فشدت بها أيكية النطق على فنن اللسان رطيبا * يتداولها القوم ما ثنت الشمال معاطف غصن * ومرت الجنوب لفحة مزن * استظلالا بدولة من رفع منارها فاعلي * ودل على شجرة الخلد وملك لا يبلى * وكيف لا والفصاحة ارج بغير ثيابه لا يعبق * والسعادة صب سوى تراب بابه لا يعشق (شعر) إذا تنفس من واديك 2 ريحان * تأرجت من قميص الصبح اردان وما أجد هذا اللسان وهو حبيب النفس وعشيق الطبع * وسمير ضمير الجمع * وقد وقف على ثنيه الئداع * وهم قبلي مزنة بالاقلاع * بأن يعتنق ضما والتزاما كالأحبة لدى التوديع * ويكرم بنقل الخطوات على آثار حالة التشييع * والى اليوم نال به القوم المراتب والخطوط * وجعلوا حماطة جلجلانهم لوحة المحفوظ * وفاح من زهرك تلك الخمائل * وان أخطأه صوب الغيوث الهواطل ما تتولع به الأرواح * لا الرياح * وتزهي به الألسن * لا الاغصن * ويطلع طلعة 3 البشر * لا الشجر * ويجلوه المنطق السحار * لا السحار * تصان عن الخبط أوراق عليها 4 اشتملت * ويرتفع عن السقوط نضيج ثمر أشجار احتملت * من لطف بلاغة لسانهم ما يفصح فروع الآس رجل جعدها ماشطة الصبا * ومن حسن بيانهم ما استلب الغصن رشاقته فقلق اضطرابا شاء أو أبى * ولله صبابة من الخلفاء الحنفاء * والملوك العظماء * الذين تقبلوا في أعطاف الفضل * وأعجبوا 6 بالمنطق الفصل * وتفكهوا بثمار الأدب الغض * وأولعوا بأبكار المعاني ولع المفترع المفتض * شمل القوم اصطناعم * وطربت لكلمتهم الغر أسماعهم * بل أنعش الجدود العواثر ألطافهم * واهتزت لاكتساء حلل الحمد أعطافهم * راموا تخليد الذكر بالانعام على الاعلام * وأرادوا أن يعيشوا بعمر ثان بعد مشارفة الحمام * طواهم الدهر فيم يبق لأعلام العلوم رافع * ولاعن حريمها الذي هتكته الليالي مدافع * بل زعم الشامتون بالعلم وطلابه * والقائلون بدولة الجهل وأحزابه * أن الزمان بمثلهم لا يجود * وأن وقتا قد مضى بهم لا يعود * فرد عليهم الدهر مراغما أنوفهم * وتبين الامر بالضد جالبا حتوفهم * فطلع صبح النجح من آفاق حسن الاتفاق * وتباشرت أرباب السلع بنفاق الأسواق * وناهض ملوك العهد
(٥)