القاموس المحيط - الفيروز آبادي - ج ١ - الصفحة ٣
والفاقع والرضيع وان بيان الشريعة لما كأم مصدره عن لسان العرب وكان العمل بموجبه لا يصلح الا باحكام العلم بمقدمته وجب على روام العلم وطلاب الثر أن يجعلوا عظم اجتهادهم واعتمادهم * وان يصرفوا جل عنايتهم في ارتيادهم * إلى علم اللغة والمعرفة بوجوبها * والوقوف على مثلها ورسومها * وقد عنى به من الخلف 2 والسلف في كل عصر عصابة * هم أهل الإصابة * أحرزوا دقائقه * . أبرزوا حقائقه * وعمروا دامنه * وفرعوا قننه * وقنصوا شوارده * ونظموا قلائده * وأرهفوا مخاذم البراعة * وأرعفوا مخاطم اليراعة * فألفوا وأفادوا * وصنفوا وأجادوا * وبلغوا من المقاصد قاصيته * وملكوا من المحاسن 3 ناصيتها * جزاهم الله رضوانه * وأحلهم من رياض القدس ميطانه (هذا) وانى قد نبغت في هذا الفن 4 قديما * وصبغت به أديما * ولم أزل في خدمته مستديما * وكنت برهة من الدهر ألتمس كتابا جامعا بسيطا * ومصنفا على الفصح والشوارد محيطا * ولما 5 أعياني الطلاب * شرعت في كتابي الموسوم باللامع المعلم العجاب * الجامع بين المحكم والعباب * فهما غرتا الكتب المصنفة في هذا الباب * ونيرا براقع الفضل والآدب * وضممت إليهما زيادات امتلا بها الوطاب * واعتلى منها الخطاب * ففاق كل مؤلف في هذا الفن هذا الكتاب * غير انى خمنته في ستين سفرا يعجز تحصيله الطلاب * وسئلت تقديم كتاب وجيز على ذلك النظام * وعمل مفرغ في قالب الايجاز والاحكام * مع التزام اتمام المعاني * وإبرام المباني * فصرت صوب هذا القصد عناني * وألفت هذا الكتاب محذوف الشواهد مطروح الزوائد * معربا عن الفصح والشوارد * وجعلت بتوفيق الله تعالى زفرا في زفر * ولخصت كل ثلاثين سفرا سفر * ضمنته خلاصة 6 ما في العباب والمحكم * وأضفت إليه زيادات من الله تعالى بها وأنعم * ورزقنيها عند غوصي عليها من بطون الكتب الفاخرة الدأماء الغطمطم (وأسميته القاموس المحيط) لأنه البحر الأعظم * ولما رأيت اقبال الناس على صحاح الجوهري وهو حدير بذلك غير أنه فاته نصف اللغة أو أكثر اما باهمال المادة * أو بترك المعاني الغريبة النادة * أردت أن يظهر للناظر باد بدء 7 فضل كتابي هذا عليه * فكتبت بالحمرة المادة المهملة لديه * وفى سائر التراكيب تتضح المزية بالتوجه إليه * ولم أذكر ذلك إشاعة للمفاخر * بل اذاعة لقول الشاعر * كم ترك الأول للآخر * وأنت أيها اليلمع العروف * والمعمع اليهفوف * إذا تأملت صنيعي هذا وجدته مشتملا على فرائد أثيره * وفوائد كثيره * من حسن الاختصار وتقريب العبارة

2 من السلف والخلف 3 من المرصد 4 الصغو 5 فلمما 6 لباب 7 باد بدء = من لغى إذ لهج ولغى كعلم يلغى لغى كعصا وزان فعل بفتح الفاء والعين لان مصدر باب علم إذا كان لازما يجئ على فعل غالبا كفرح فرحا وإذا كان متعديا يجئ على فعل بكسر الفاء وسكون العين نحو علم علما وفعل بفتح فسكون نحو جهل جهلا وقوله إذا لهج أي تلفظ بالكلام أي الألفاظ الملغوة لغة لان اللسان يلهج بها واللهجة بسكون الهاء اللسان يقال فلان فصيح اللهجة أي اللسان وفى الاصطلاح الألفاظ الموضوعة للمعاني وقيد للمعاني للبيان لا للاحتراز كما هو ظاهر وهذا التفسير علم للغة العرب وغيرهم فهو تفسير للغة على وجه العموم واعترض بأنه غير جامع لأنه غير صادق على المركبات إذ هي غير موضوعة على أحد القولين وهى من اللغة اتفاقا وأجيب بأنها موضوعة بوضع أجزائها فتدخل في التعريف بناء على أن المراد الألفاظ الموضوعة بنفسها أو بأجزائها والأصح أنها موضوعة لكن بالوضع النوعي فلا اشكال حيئذ لان الوضع المأخوذ في تعريف اللغة شامل له وللافرادي كما بينه السعد في حاشية التلويح بل كثير من المفردات موضوع بالوضع النوعي فلو لم يعمم خرجت وغير مانع لصدفه بالمنقولات الشرعية والعرفية العامة والخاصة وقد يجاب بأنها باعتبار المعاني المنقول إليها موضوعه لها في اللغة بوضع ثان بانوع فهي مجازات اللغة المشتملة عليها وعلى الحقائق أو يراد أنها تبقى إليها ابتداء بحسب الاصطلاح أو الشرع أو العرف غير داخلة فاما أن يقال هذا تعريف بالأعم أو ان الاصطلاحيات لا وضع لها كما ذهب إليه القرافي اه من حاشية العطار على لامية الافعال لابن مالك كتبه نصر قوله وحذارا بكسر الحاء مصدر قياسي لحاذر من المفاعلة فلا يقال إن المصنف أهمله في مادته وان الأوفق ما في بعض النسخ حذرا اه نصر قوله بقول أحمد بن سليمان الخ هو أبو العلاء المعرى
(٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 40 41 42 1 2 3 4 5 6 7 8 ... » »»