(صدقوا) أي الجماعات العواذل في زعمهم انني في غمرة (ولكن غمرتي لا تنجلي) ولا تنكشف بخلاف أكثر الغمرات والشدائد كأنه قيل اصدقوا أم كذبوا فقيل صدقوا (وأيضا منه) أي من الاستيناف.
وهذا إشارة إلى تقسيم آخر له (ما يأتي بإعادة اسم ما استؤنف عنه) أي وقع عنه الاستيناف واصل الكلام ما استؤنف عنه الحديث فحذف المفعول ونزل الفعل منزلة اللازم (نحو أحسنت) أنت (إلى زيد زيد حقيق بالاحسان) بإعادة اسم زيد (ومنه ما يبنى على صفته) أي صفة ما استؤنف عنه دون اسمه.
والمراد بالصفة صفة تصلح لترتب الحديث عليه (نحو) أحسنت إلى زيد (صديقك القديم أهل لذلك) والسؤال المقدر فيهما لماذا أحسن إليه وهل هو حقيق بالاحسان (وهذا) أي الاستيناف المبنى على الصفة (أبلغ) لاشتماله على بيان السبب الموجب للحكم كالصداقة القديمة في المثال المذكور لما يسبق إلى الفهم من ترتب الحكم على الوصف الصالح للعلية انه علة له وههنا بحث وهو ان السؤال ان كان عن السبب.
فالجواب يشتمل على بيانه لا محالة والا فلا وجه لاشتماله عليه كما في قوله تعالى قالوا سلاما قال سلام، وقوله زعم العواذل، ووجه التفصي عن ذلك مذكور في الشرح (وقد يحذف صدر الاستيناف) فعلا كان أو اسما (نحو يسبع له فيها بالغدو والآصال، رجال) فيمن قرأها مفتوحة الباء كأنه قيل من يسبحه فقيل رجال أي يسبحه رجال (وعليه نعم الرجل زيد) أو نعم رجلا زيد (على قول) أي على قول من يجعل المخصوص خبر مبتدأ محذوف أي هو زيد.
ويجعل الجملة استينافا جوابا للسؤال عن تفسير الفاعل المبهم.
(وقد يحذف) الاستيناف (كله اما مع قيام شئ مقامه نحو) قول الحماسي (" زعمتم ان إخوتكم قريش، لهم الف) أي إيلاف في الرحلتين المعروفتين لهم في التجارة رحلة في الشتاء إلى اليمن ورحلة في صيف إلى الشام (وليس لكم آلاف ") أي مؤالفة في الرحلتين المعرفتين كأنه قيل أصدقنا في هذا الزعم أم كذبنا فقيل كذبتم