فتنزل الثانية من الأولى منزلة بدل البعض أو الاشتمال فالأول (نحو أمدكم بما تعلمون، أمدكم بأنعام وبنين، وجنات وعيون، فان المراد التنبيه على نعم الله تعالى) والمقام يقتضى اعتناء بشأنه لكونه مطلوبا في نفسه وذريعة إلى غيره.
(والثاني) أعني قوله أمدكم بأنعام إلى آخره (أو في بتأديته) أي تأدية المراد الذي هو التنبيه (لدلالته) أي الثانية (عليها) أي على نعم الله تعالى (بالتفصيل من غير إحالة على علم المخاطبين المعاندين فوزانه وزان وجهه في أعجبني زيد وجهه لدخول الثاني في الأول) لان ما تعلمون يشتمل الانعام وغيرها.
(والثاني) أعني المنزل منزلة بدل الاشتمال (نحو أقول له ارحل لا تقيمن عندنا، والا فكن في السر والجهر مسلما فان المراد به) أي بقوله ارحل (كمال اظهار الكراهة لاقامته) أي المخاطب (وقوله لا تقيمن عندنا أو في بتأديته لدلالته) أي لدلالة لا تقيمن عندنا (عليه) أي كمال اظهار الكراهة (بالمطابقة مع التأكيد) الحاصل من النون وكونها مطابقة باعتبار الوضع العرفي حيث يقال لا تقم عندي ولا يقصد كفه عن الإقامة بل مجرد اظهار كراهة حضوره (فوزانه) أي وزان لا تقيمن عندنا (وزان حسنها في أعجبني الدار حسنها لان عدم الإقامة مغاير للارتحال) فلا يكون تأكيدا (وغيره داخل فيه) فلا يكون بدل بعض ولم يعتد ببدل الكل لأنه انما يتميز عن التأكيد بمغايرة اللفظين وكون المقصود هو الثاني وهذا لا يتحقق في الجمل لا سيما التي لا محل لها من الاعراب (مع ما بينهما) أي بين عدم الإقامة والارتحال (من الملابسة) اللزومية فيكون بدل اشتمال.
والكلام في أن الجملة الأولى أعني ارحل ذات محل من الاعراب مثل ما مر في أرسوا نزاولها.
وانما قال في المثالين ان الثانية أو في لان الأولى وافية مع ضرب من القصور باعتبار الاجمال وعدم مطابقة الدلالة فصارت كغير الوافية (أو) لكون الثانية (بيانا لها) أي للأولى (لخفائها) أي الأولى (نحو " فوسوس إليه الشيطان قال يا آدم هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى " فان وزانه) اي وزان قال يا آدم (وزان عمر