مختصر المعاني - سعد الدين التفتازاني - الصفحة ١١٠
" قد طلبنا فلم نجد لك في السؤدد * والمجد والمكارم مثلا ") أي قد طلبنا لك مثلا فحذف مثلا إذ لو ذكره لكان المناسب فلم نجده فيفوت الغرض أعني ايقاع عدم الوجدان على صريح لفظ المثل (ويجوز ان يكون السبب) في حذف مفعول طلبنا (ترك مواجهة الممدوح بطلب مثل له) قصدا إلى المبالغة في التأدب معه حتى كأنه لا يجوز وجود المثل له ليطلبه فان العاقل لا يطلب الا ما يجوز وجوده.
(واما للتعميم) في المفعول (مع الاختصار كقولك قد كان منك ما يؤلم أي كل أحد) بقرينة ان المقام مقام المبالغة، وهذا التعميم وان أمكن ان يستفاد من ذكر المفعول بصيغة العموم لكن يفوت الاختصار حينئذ.
(وعليه) أي وعلى حذف المفعول للتعميم مع الاختصار ورد قوله تعالى (" والله يدعوا إلى دار السلام ") أي جميع عباده.
فالمثال الأول يفيد العموم مبالغة والثاني تحقيقا (واما لمجرد الاختصار) من غير أن يعتبر معه فائدة أخرى من التعميم وغيره.
وفى بعض النسخ (عند قيام قرينة) وهو تذكرة لما سبق ولا حاجة إليه.
وما يقال من أن المراد عند قيام قرينة دالة على أن الحذف لمجرد الاختصار ليس بسديد لان هذا المعنى معلوم ومع هذا جار في سائر الأقسام ولا وجه لتخصيصه بمجرد الاختصار (نحو " أصغيت إليه " أي أذني وعليه) أي على الحذف لمجرد الاختصار (قوله تعالى " رب أرني انظر إليك " أي ذاتك).
وههنا بحث وهو ان الحذف للتعميم مع الاختصار ان لم يكن فيه قرينة دالة على أن المقدر عام فلا تعميم أصلا وان كانت فالتعميم مستفاد من عموم المقدر سواء حذف أو لم يحذف فالحذف لا يكون الا لمجرد الاختصار.
(واما للرعاية على الفاصلة نحو) قوله تعالى " والضحى والليل إذا سجى " (ما ودعك ربك وما قلى) أي وما قلاك وحصول الاختصار أيضا ظاهر (واما لاستهجان) ذكره) أي ذكر المفعول (كقول عائشة) رضى الله تعالى عنه " ما رأيت منه أي من
(١١٠)
مفاتيح البحث: السب (1)، الجواز (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 ... » »»