شرح شافية ابن الحاجب - رضي الدين الأستراباذي - ج ٤ - الصفحة ٢٣٤
فإنما فعلوا ذلك بيقضى ويغزو لان بناءهما لا يخرج نظيره إلا في القوافي، وإن شئت حذفته فإنما ألحقتا بما لا يخرج في الكلام، وألحقت تلك بما يثبت على كل حال، ألا ترى أنك تقول:
داينت أروى والديون تقضي * فمطلت بعضا وأدت بعضا فكما لا تحذف ألف بعضا كذلك لا تحذف ألف تقضى " (1) انتهى. وقوله " في الأيامى " هو قطعة من بيت لجرير عليه رحمة ربه القدير، وهو:
[من الكامل] أيهات منزلنا بنعف سويقه * كانت مباركة من الأيامى وقول: " لم يعلم لنا الناس الخ " فهو أيضا قطعة من بيت ليزيد بن الطثرية (2)، وهو: [من الطويل] فبتنا تحيد الوحش عنا كأننا * قتيلان لم يعلم لنا الناس مصرعا

(1) انظر كتاب سيبويه (ح 2 ص 300) (2) في الأغاني (ح 8 ص 155 طبع دار الكتب): " والطثرية أمه فيما أخبرني به علي بن سليمان الأخفش عن السكري عن محمد بن حبيب، امرأة من طثر (بفتح فسكون) وهم حي من اليمن عدادهم في جرم، وقال غيره: إن طثرا من عنز ابن وائل إخوة بكر بن وائل.... وزعم بعض البصريين أن الطثرية أم يزيد كانت مولعة باخراج زبد اللبن فسميت الطثرية، وطثرة اللبن: زبدته " اه‍ وفى القاموس (ط ث ر) " والطثرية محركة: أم يزيد بن الطثرية الشاعر القشيري "، ولم يخالفه المرتضى في شرحه. وفى ابن خلكان (2: 299) " والطثرية: بفتح الطاء وسكون الثاء وبعدها راء ثم ياء النسب وهاء، وهي أم يزيد ينسب إليها، وهي من بنى طثر بن عنز بن وائل، والطثر: الخصب وكثرة اللبن، يقال: إن أمه كانت مولعة بأخراج زبد اللبن " اه‍
(٢٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 229 230 231 232 233 234 235 236 237 238 239 ... » »»