شرح شافية ابن الحاجب - رضي الدين الأستراباذي - ج ٤ - الصفحة ١٢٢
فجعلوا الاسكان فيها نظيرا للهمزة في الواو في أدؤر وقؤول، وذلك قولهم: عوان وعون، ونوار ونور، وقوول، وقوم قول، والزموا هذا الاسكان، إذ كانوا يسكنون غير المعتل نحو رسل وعضد ونحو ذلك، ولذلك آثروا الاسكان فيها على الهمزة حيث كان مثالها يسكن للاستثقال، ولم يكن لادؤر وقؤول مثال من غير المعتل يسكن فيشبه به ويجوز تثقيله في الثعر كما يضعفون فيه مالا يضعف في الكلام، قال الشاعر وهو عدى بن زيد:
* وفى الأكف اللامعات سور * انتهى كلامه.
قال الأعلم: الشاهد فيه تحريك الواو من سور بالضم على الأصل تشبيها للمعتل بالصحيح عند الضرورة، فالمستعمل في هذا تسكين الثاني تخفيفا، إذ كان التخفيف جائزا في الصحيح في مثل الحمر والرسل، فلما كان في الصحيح جائزا مع خفته كان في المعتل لازما لثقله، والسور: جمع سور. وأراد بالأكف المعاصم فسماها باسمها لقربها منها، انتهى.
وقال ابن جنى في شرح تصريف المازني: تثقيل مثل هذا إنما يجئ لضرورة الشعر كقوله: [من المتقارب] أغر الثنايا أحم اللثاث * تمنحه سوك الاسحل وحكى أبو زيد رجل جواد وقوم جود وجود، قال: وقالوا رجل قوول من قوم قول، وقولهم سور جمع سوار وسوك جمع سواك، ولم أسمع شيئا من هذا مهموزا وهمزة جائز في القياس لان الضمة في الواو لازمة، فان كانوا قد أجمعوا على ترك همزه فإنما فعلوا ذلك لئلا يكثر تثقيل هذا الضرب في كلامهم فيحتاجوا إلى همزه هربا من الضمة في الواو، فحسموا المادة أصلا بأن ألزموه التخفيف في الامر العام لا غير، انتهى.
(١٢٢)
مفاتيح البحث: الجود (2)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 ... » »»