شرح شافية ابن الحاجب - رضي الدين الأستراباذي - ج ٤ - الصفحة ١٠٦
وأحرف نحوها، ومعنى البيت كأنه يقول: اعلموا أنى أقاتل عن ديني وعن حسبي وليس تحتي فرس ولا معي أصحاب، انتهى كلام ابن برى المنسوب أنشد فيه، وهو الشاهد الخمسون [من الطويل]:
50 - كأن مجر الرامسات ذيولها * عليه قضيم نمقته الصوانع على أن فيه حذف مضاف، والتقدير كأن أثر مجر أو موضع مجر، ومجر مصدر ميمي مضاف لفاعله، وذيولها: مفعوله، ولا يجوز أن يكون اسم مكان، فإنه لا يرفع فضلا عن أن ينصب، وكذا اسم الزمان والآلة، وإنما كان بتقدير مضاف لأنه إن كان مصدرا فلا يصلح الاخبار عنه بقضيم، وإن كان اسم مكان فلا يصح نصبه المفعول، وروى بجر " ذيولها " فيكون بدلا من الرامسات بدل بعض، وعليه فالمجر اسم مكان ولا حذف وقال ابن برى في شرح أبيات الايضاح لأبي على. قال أبو الحجاج: بل لابد من اعتقاد محذوفات ثلاثة يصح بها المعنى، تقديرها كأن أثر موضع مجر الرامسات ذيولها نقش قضيم، والرامسات: الرياح الشديدة الهبوب، من الرمس وهو الدفن، وذيولها: مآخيرها، وذلك أن أوائلها تجئ بشدة ثم تسكن، والقضيم - بفتح القاف وكسر الضاد المعجمة - حصير منسوج خيوطه سيور، وقال ابن برى: القضيم الجلد الأبيض عن الأصمعي وغيره، وقال يعقوب:
الصحيفة البيضاء، وقال أيضا: هو النطع الأبيض، وقال صاحب العين: هو الحصير المنسوج تكون خيوطه سيورا بلغة أهل الحجاز، شبه آثار الديار بنقش على ظهر مبناة، انتهى قال شارح ديوان النابغة: شبه آثار هذه الرامسات في هذا الرسم بحصير من
(١٠٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 ... » »»