معجم ما استعجم - البكري الأندلسي - ج ٣ - الصفحة ١٠٥٣
وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: واختتن إبراهيم عليه السلام وهو ابن ثمانين سنة بالقدوم. ورواه أبو الزناد: بالقدوم، مخففا، وهو قول أكثر اللغويين. وقال محمد بن جعفر اللغوي: قدوم: موضع، معرفة، لا تدخل عليه الألف واللام. هكذا ذكره بالتشديد. قال: ومن روى في حديث إبراهيم اختتن بالقدوم مخففا، فإنما يعني الذي ينجر به. وروى البخاري في كتاب الجهاد، في باب " الكافر يقتل المسلم ثم يسلم "، من طريق عمرو بن يحيى (1)، قال: أخبرنا جدي أن أبان بن سعيد أقبل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو بخيبر، بعدما افتتحوها (2)، فقال: يا رسول الله أسهم لي. فقال له (3) أبو هريرة لا تسهم له (3) يا رسول الله، هذا قاتل ابن قوقل. فقال أبان لأبي هريرة:

(١) هو عمرو بن يحيى بن سعيد بن العاص. (أنظره صحيح البخاري).
(٢) روى البخاري عن الزهري قال: أخبرني عنبسة بن سعيد أنه سمع أبا هريرة يخبر سعيد بن العاصي، قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أبان على سرية من المدينة قبل نجد. قال أبو هريرة: فقدم أبان وصحبه على النبي صلى الله عليه وسلم بخيبر، ما افتتحها، وإن حزم خيلهم لليف. قال أبو هريرة:
قلت: يا رسول الله، لا تقسم لهم. قال أبان: وأنت بهذا يا وبر تحدر من رأس ضان:
فقال النبي صلى عليه وسلم: يا أبان اجلس، فلم يقسم لهم.
ومن هذه الرواية يتبين أن أبان بن سعد سأل النبي أن يقسم له ولمن معه من مقاسم خيبر، أو توقع أن يقسم له النبي، فقال أبو هريرة ما قال.
ولكن الحديث الذي رواه البكري عن طريق عمرو بن يحيى بن سعيد، ورواه البخاري من هذه الطريق ومن عدة طرق أخرى، يختلف لفظه عن الرواية البكري، وفيه تصريح بأن أبا هريرة هو الذي أتى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله، فقال له بعض بني سعيد بن العاص لا تعطه، فقال أبو هريرة: هذا قاتل ابن قوقل الخ. (انظر صحيح البخاري: كتاب الجهاد، ج 4 ص 24، غزوة خيبر ج 5 ص 139 طبعة بولاق سنة 1312 ه‍).
(3) له: ساقطة من ج في الموضعين، وليست في نص الحديث.
(١٠٥٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 1048 1049 1050 1051 1052 1053 1054 1055 1056 1057 1058 ... » »»
الفهرست