معجم ما استعجم - البكري الأندلسي - ج ١ - الصفحة ٤
وجماعة المحدثين يقولون: " الحزورة " بفتح الزاي وتشديد الواو، لموضع يلي البيت الحرام، وبه كانت سوق مكة، وقد دخل اليوم في المسجد، ويروون:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقف بالحزورة، وقال: (والله إنك لخير أرض الله، وأحب أرض الله إلى، ولولا أنى أخرجت منك ما خرجت).
رواه الزهري عن أبي سلمة، عن عبد الله بن عدي (1)، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وإنما هي " الحزورة " بالتخفيف، لا يجوز غيره، قال الغنوي (2):
يوم ابن جدعان بجنب الحزوره * كأنه قيصر أو ذو الدسكره * وترتيب حروف هذا الكتاب ترتيب حروف ا، ب، ت، ث.
فأبدأ بالهمزة والألف، نحو آرة، ثم بالهمزة والباء، نحو أبلى وأبان (3)، ثم بالهمزة والتاء، نحو الأتم، ثم الهمزة والثاء، نحو الأثيل، والاثاية، هكذا إلى انقضاء الحروف الثمانية والعشرين.
فجميع أبواب هذا الكتاب سبع مئة وأربعة وثمانون بابا، وهو ما يجتمع من ضرب ثمانية وعشرين في مثلها، فالحرفان من كل اسم مقيدان بالتبويب، وأذكر باقي حروف الاسم، وأبين المشكل، بالمعجم والمهمل (4)، وأذكر بناءه وضبطه، واشتقاقا إن عرف فيه، وأنسب كل قول إلى قائله، من اللغويين والأخباريين المشهورين.
وجميع ما أورده في هذا الكتاب عن السكوني، فهو من كتاب أبى عبيد الله (5) عمرو بن بشر السكوني، في جبال تهامة ومحالها، يحمل جميع

(1) هو عبد الله بن عدي بن حمراء الزهري، كما ذكره المؤلف في رسم " حزورة ".
(2) في ق: " العبدي ".
(3) هذه الكلمة " أبان " ساقطة من نسخة ج.
(4) في ج: " المنهل "، وهو خطأ.
(5) في معجم ياقوت: " أبى عبيد ".
(٤)
الفهرست